اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الجمعة، 25 مارس 2016

ما وراءالدعوة الى تجديد الخطاب عند البعض

 ما وراءالدعوة الى تجديد الخطاب عند البعض
* هناك فرق بين تجديد اسلوب الخطاب بما يتلائم مع المدعوين..
وبين ما يدعو اليه ثلة(من العلمانيين والليبراليين المعممين ) لا تعرف شي عن ثوابت وقواعد دينها أصلا" تحت مسمى تجديد الخطاب الدينى.
فتجديد الاسلوب قد نادت به الشريعة،وأُمِر الدعاة بمخاطبة العامة بأسلوب يفهمونه ،وتبلغه عقولهم فقد روى البخاري تعليقاً- عن عَلِيٌّ رضي الله عنه -قال : " حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟"
وكما روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عَبْد اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:"مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً".
والأثار فى ذالك كثيرة نقلت عن الصحابة والتابعين .
*أما تجديد الخطاب بما يمليه علينا أعداءنا وتفريغ الدين من ثوابته وقواعده وأركانه فهذا دين أخر غير دين الأسلام .
لأننا مأمورين بل وجميع البشربشتى عقائدهم وأفكارهم ومللهم ونحلهم بالإتباع لسيد البشر صلى الله عليه وسلم ،الذي أرسله الله تعالى بهذا الدين ليحكم الناس فأتم الله عز وجل به النعمة ،وكشف الغمة ،وأنار الظلمة
قال تعالى:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
قال ابنُ كثير - رحمه الله -:
"هذه أكبرُ نِعَم الله - تعالى - على هذه الأمَّة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينَهم، فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره، ولا إلى نبيٍّ غير نبيِّهم - صلَوات الله وسلامُه عليه - ولهذا جعله الله تعالى خاتمَ الأنبياء، وبعَثَه إلى الإنسِ والجنِّ، فلا حلالَ إلاَّ ما أحلَّه، ولا حرام إلاَّ ما حرَّمه، ولا دين إلاَّ ما شرعَه، وكلّ شيء أخبرَ به فهو حقّ وصدق لا كذب فيه ولا خُلف، كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلاً في الأوامر والنَّواهي، فلمَّا أكمل لهم الدّين تمَّت عليهم النِّعْمة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾؛ أي: فارضوه أنتُم لأنفُسِكم، فإنَّه الدّين الَّذي أحبَّه الله ورضِيَه، وبعث به أفضل الرُّسُل الكرام، وأنزل به أشرفَ كتُبِه أ.هـ
وقد روى البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب، عن عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنْه - أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابِكم تقرؤونَها، لو علينا - معشرَ اليهود - نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيّ آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ﴾، قال عمر: "قد عرفْنا ذلك اليوم، والمكان الَّذي نزلت فيه على النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة"
فيجب أن نعي ويعون جيدا"أنَّ أحكام هذا الدّين وشرائعَه قد كملتْ، فلا تتغيَّر ولا تتبدَّل إلى يوم القيامة،و أن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه؛ إذ ما عداه من الدين باطل وضلال،وما سُمّىَّ إسلام إلا لأن من يدخل فيه يستسلم لله قلبا وقالبا"،عقلا وجسدا ً،
قال الله تعالى
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (20) آل عمران

قال صاحب الظلال رحمه الله :وما دام الله متفردا بالألوهية وبالقوامة فإن أول مستلزمات الإقرار بهذه الحقيقة , هو الإقرار بالعبودية لله وحده وتحكيمه في شأن العبيد كله ; واستسلام العبيد لإلههم , وطاعتهم للقيوم عليهم , واتباعهم لكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ويضمن هذه الحقيقة قوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). . فهو لا يقبل دينا سواه من أحد . . الإسلام الذي هو الاستسلام والطاعة والاتباع . . وإذن فليس الدين الذي يقبله الله من الناس هو مجرد تصور في العقل ; ولا مجرد تصديق في القلب . إنما هو القيام بحق هذا التصديق وذلك التصور . . هو تحكيم منهج الله في أمر العباد كله , وطاعتهم لما يحكم به , واتباعهم لرسوله في منهجه .أ.هـ
وقال تعالى:
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (85) آل عمران
قال الدكتور صلاح الصاوي::
صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان من المعلوم بالضرورة من الدين، وقدِ انعقد عليها إجماع السابقين واللاحقين منَ المسلمين، وهي تعتمد على أنَّ هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة، التي نسخ الله بها ما قبلها منَ الشرائع، وأوجب الحكم بها والتحاكُمَ إليها إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها، وتَوَجَّهَ الخطابُ بها إلى أهل الأرض كافَّةً، مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر، فلا بد إذًا أن تكون منَ الصلاحية بحيث تُلَبِّي حاجاتِ البشرية في مختلِف أعصارها وأمصارها، وتُحَقِّقَ مصالحها في كل زمان ومكان.أ.هـ

فهذالدين جاء ليحكم الناس فمن رضي فله الرضا ومن أبى فليضرب رأسه فى الحائط ،لأن ما يدعون إليه ليس تجديدا" بالمعنى ،إنما هو سبة وتهمة وإتهام بالنقص لهذا الدين عقيدة وشريعة .
ولذا نرأى بعضهم يعلنها صريحة فيقول بانه لايناسب هذا العصر والتمسك بمبادئه وثوابته ضرب من الجمود والتعصب والأصولية والرجعية.
فينادون بأن للأنسان أن يعبد ما يشاء كيفما يشاء فى الوقت الذي يشاء .
والمرأة فى ظل جلبابها عبدة مملوكة بل يجب أن تتحرر (من العفاف إلى العهر)
والجهاد فى سبيل الله تعالى وفق فهمهم عدوان وهمجية تأباها الإنسانية المتمدنة،فلإمم الكفر والعهر أن تغزو وتجتاح ،أماا المسلمين فلا جهاد ولا صد ولا رد ويجب أن ترتاح.، حتى تتواكب الأمة مع التمدن والعصرية
ولذا فإننا نقول لهم وإن كانوا من جلدتنا ويتحدثون بلغتنا ويقولون بأنهم مسلمون .
إن الإسلام الذى يريده الله منا والذي جائنا به القرآن ،وحثنا عليه النبي العدنان_صلى الله عليه وسلم _ صالح لكل زمان ومكان .
فقد جاء ليُخضِع الناس لربهم ولا يخضع لهم ،وهودين عزيز يسودولا يُساد،ويُتبع ولا يَتَّبِع ،فإذا كان ديننا هذا لايروق للمنادين بفكرة التجديد أذناب الغرب والتمدن العالمي ،فليضربوا رؤسهم فى الجدران مرة ثانية ،وليذهبوا هم و العالم كله إلى الجحيم ،وكما قال القائل وصدق :فإن فى عرصات جهنم متسع للجميع أما دين الله وشريعته فمحفوظة من غير تبديل ولا تغير
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].
والله من ورادء القصد وهو يهدى السبيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق