اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

الإجازة وبعض ما قيل فيها

 

الإجازة وبعض ما قيل فيها

إعلم يا طالب العلم أن الإجازة من طرق التحمل،وقد اتفق جماهير أهل العلم قديمًا وحديثاًعلى قبولها والعمل بها.

 و معناها في اللغة: الإذن والإباحة، وتأتي بمعنى الخبر.

واصطلاحًا: هي إذن من الشيخ  للطالب أن يروي عنه مروياته كلها أو شي منها ، من غير أن يسمع منه أو يقرأ عليه.

* قال شيخنا أبوصفْوان ذِيَاب بن سعْد بن علي آل حَمْدان الغَامِدِيُّ _حفظه الله:

وهذا أصل معناها عند الاطلاق،و أوسعها معنىً واستخدامًا عند عامة المحدثين من أهل العلم، فهي: إذن في الرواية لفظًا أو كتابةً، تفيد الإخبار الإجمالي عرفًا.أ.هـ.[1]

والاستجازة: طلب طالب العلم من شيخه، أن يجيزه بمسموعاته ومروياته، التي حصل عليها، وأن يأذن له بالنقل عنه، فالطالب مجاز له، والشيخ مجيز


.

* قال الشيخ ذياب_حفظه الله_:

عليه فالإجازة رواية قبل أن تكون درايةً، كما هو صنيع وتصرف جماهير السلف والخلف من أهل الحديث وغيرهم.

وقد توسع أهل العلم في الإجازة لفظًا ومعنىً، للحفاظ على الإسناد واتصاله، وتسلسل رجاله، والانتساب لكتب السنة وغيرها، فكانت معيارًا لذلك، وعنوانًا على الطبقات واللقي والمعاصرة في غيرها من تحاسين الرواية، وأفانين الإجازة.

ثم الإجازة تارةً تكون بلفظ المجيز بعد السؤال فيها من المجاز له، أو غيره، أو مبتدئًا بها.

وتارةً تكون بخط المجيز على استدعاء، كما جرت العادة، أو بدون استدعاء، قاله السخاوي وغيره.[2].أ.هـ

* أخبرنى شيخنا المسند أحمد بن أبو بكر بن الحسين الحبشي الجداوي،وهوعن العلامة عمر بن حمدان المحرسي،وهو عن أبي النصر محمد بن عبد القادر بن صالحٍ الدمشقي الخطيب،عن الوجيه عبدالرحمن بن محمدالكزبري،عن مصطفى بن محمدٍ الشامي الرحمتي،عن عبد الغني بن إسماعيل النابلسي،عن النجم محمد بن محمدٍ الغزي،عن أبيه البدر الغزي،عن أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن صالحٍ الإسكندراني، ثم المزي،عن الشيخة الصالحة عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، ثم الصالحية،عن الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الشافعي،عن الإمام بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني،عن الشيخ المحدث وجيه الدين أبي المظفر منصور بن سليم بن منصورٍ الهمداني الإسكندراني الشافعي، المعروف بابن العمادية،عن الشيخ المعمر الفقيه شرف الدين أبي بكرٍ محمد بن الحسن بن عبد السلام السفاقسي المغربي المالكي، المعروف بابن المقدسية،وهوآخر تلاميذالحافظ السلفي موتًا،عن الإمَام الحافِظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن مُحمَد بن إبرَاهيمَ الأصْبَهانيُّ السِّلَفِي [3]$ قال:

فاعلم أن الإجازة جائزة عند فقهاء الشرع ، المتصرفين في الأصل والفرع ، وعلماء الحديث في القديم والحديث ، قرنًا فقرنًا ، وعصرًا فعصرًا إلى زماننا هذا.

ويبيحون بها الحديث ، ويخالفون فيها المبتدع الخبيث ، الذي غرضه هدم ما أسسه الشارع ، واقتدى به الصحابي والتابع ، فصار فرضًا واجبًا وحتمًا لازبًا.

ومن رزق التوفيق ، ولاحظ التحقيق من جميع الخلق ، بالغ في اتباع السلف الذين هم القدى ، وأئمة الهدى إذ اتباعهم في الوارد من السنن من أنهج السنن ، وأوقى الجنن ، وأقوى الحجج السالمة من العوج.

وما درجوا عليه هو الحق الذي لا يسوغ خلافه ، ومن خالفه ، ففي خلافه ملامه ، ومن تعلق به فالحجة الواضحة سلك ، وبالعروة الوثقى استمسك ، والفرض الواجب اتبع ، وعن قبول قول لنا في قول من لا ينطق عن الهوى ، وفعله امتنع.

والله تعالى يوفقنا للاقتداء والاتباع ، ويوفقنا عن الابتداء والابتداع ، فهو أرحم مأمول وأكرم مسئول.

فإذا ثبت هذا وتقرر ، وصح بالبرهان وتحرر ، فكل محقق يتحقق ويتيقن أن الإسناد ركن الشرع وأساسه ، فيتسمت بكل طريق إلى ما يدوم به درسه لاندراسه.

في الإجازة كما لا يخفى على ذي بصيرة وبصر ، دوام ما قد روي وصح من أثر ، وبقاوة بهائه وصفائه ، وبهجته وضيائه.

ويجب التعويل عليها ، والسكون أبدًا إليها من غير شك في صحتها ، وريب في فسحتها ، إذ أعلى الدرجات في ذلك السماع ، ثم المناولة ، ثم الإجازة.

ولا يتصور أن يبقى كل مصنف قد صنف كبير ، ومؤلف كذلك صغير ، على وجه السماع المتصل على قديم الدهر المنفصل ، ولا ينقطع منه شيء بموت الرواة ، وفقد الحفاظ الوعاة ، فيحتاج عند وجود ذلك إلى استعمال سبب فيه بقاء التأليف ، ويقضي بدوامه ، ولا يؤدي بعد إلى انعدامه.

فالوصول إذًا إلى روايته بالإجازة فيه نفع عظيم ، ورفد جسيم ، إذ المقصود به إحكام السنن المروية في الأحكام الشرعية ، وإحياء الآثار على أتم الإيثار سواء كان بالسماع ، أو القراءة ، أو المناولة والإجازة.

لكن الشرط فيه المبالغة في الضبط والإتقان ، والتوقي من الزيادة والنقصان ، وأن لا يعول فيما يروى عن الشيخ بالإجازة إلا على ما ينقل من خط من يوثق بنقله ، ويعول على قوله ، ثم بعد ذلك الجنوح إلى التسهيل الذي هو سواء السبيل ، والميل إلى الترخيص لا المنع والتغليظ المؤديين إلى عدم التخليص ، أخذًا بقوله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ، و يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر .

وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بالحنيفية الصحيحة السهلة " ، وقوله : " لا تشددوا على أنفسكم ، فيشدد عليكم ، فبنو إسرائيل شددوا على أنفسهم ، فشدد الله عليهم ".

وقوله : " إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ، والأمر إذا ضاق اتسع ".

وملاحظة ما يؤدي إلى منفعة وفائدة ، إلى طلاب الشرع عائدة أولى من إهمالها ، والمنع منها وإبطالها.

فإن احتج محتج بأن رواية المسموع أحوط ، وعن الغلط أبعد من رواية المجاز الذي لم يقرأ على شيخ ، ولم يضبط ، ففي الذي تقدم جوابه ، وزوال ما قاله وذهابه ، ويقال له أيضًا : ليس أحد معصومًا من الغلط ، وما يتم عليه وقت الكتابة من السقط ، فإذا لم يكن السامع من الشيخ عارفًا ، ولما يأخذ عنه ضابطًا ، ودخل عليه السهو ، وذهب عليه العفو بخلاف المجاز له المتيقظ ، الحافظ ، العارف بما يؤديه ، ويورده ويرويه.

وقد بينا أن الأصل في ذلك معرفة الراوي وضبطه ، وإتقانه على أي وجه كان سماعًا ، أو مناولةً ، أو إجازةً إذ جميع ذلك جائز.

وإذا تأمل الحاذق من الطلبة ما رواه الحافظ ، ومن دونه في المعرفة ، ورأى ما بينهما من الخلف في رواية كتاب واحد ، لتخلف المتخلف منهما ، تحقق ما قلناه ، ورجع عما أبداه ، ولم يذكره أبدًا ، ولا حدث به أحدًا.

ومن منافع الإجازة أيضًا ، أن ليس كل طالب ، وباغ للعلم فيه ، أو راغب فيه يقدر على سفر ورحلة ، وبالخصوص إذا كان مرفوعًا إلى علة ، أو قلة ، أو يكون الشيخ الذي يرحل إليه بعيدًا ، وفي الوصول إليه يلقى تعبًا شديدًا.

فالكتابة حينئذ أرفق،وفي حقه أوفق ، ويعد ذلك من أنهج السنن ، وأبهج السنن ، فيكتب من بأقصى المغرب إلى من بأقصى المشرق ، فيأذن له في رواية ما يصح لديه من حديثه عنه ، ويكون ذلك المروي حجةً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.[4].أ.هـ

* وأخبرنى شيخناالعلامة المعمرفوق المائة محمد بن عبدالرحمن ال الشيخ عن حمد ابن فارس عن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب الحنبلي،عن جدِّه شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي الشيخ العلامة عبدالله بن إبراهيم بن سيف النجدي المدني الحنبلي،عن شيخ الإسلام ومفتي الشَّام أبي المواهب محمد بن عبدالباقي الحنبلي عن النجم محمد بن محمد الغزي عن والده الشيخ بدر الدين محمد الغزي عن والده الرضي الغزي عن البرهان البقاعي،أخبرنا الحافظ برهان الدين أبو الوفا إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي الحلبي، أنا المسند صلاح الدين محمد بن التقي أحمد بن إبراهيم بن أبي عمر المقدسي سنة (785هـ) ، أنا الشيخان: الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المشهور بابن الكمال، والقاضي سليمان بن حمزة ابن أبي عمر المقدسيان بقراءة الثاني والأول يسمع في عشية العشرين من ذي القعدة سنة (687هـ) بقاسيون، قالا:أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي، قال الأول قراءة عليه وأنا أسمع في 7 شهر ربيع الآخر سنة (619هـ) ، وقال الثاني إجازةً: أنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت 9 شهر ربيع الآخر سنة (574هـ( بالإسكندرية قال:أنا أبو الفتح سعيد بن إبراهيم بن أحمد الصفار بأصبهان في شوال سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم بن المقرئ قراءة عليه في شهر رجب سنة (446هـ(،قال حدثنا الإمام أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي$:

والدليل على صحةالإجازة ما حدثنا على بن مهرويه، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا أحمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، ثنا محمد بن إسحاق قال:. بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رياب، وبعث لهم كتابًا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه، فمضى لما أمره به، فلمًا سار عبد الله يومين فتح الكتاب فإذا فيه:

 ((إذا نظرت في كتابي هذا فأمض حتى تنزل نخلةً بين مكة والطائف، فترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم)). فقال عبد الله وأصحابه: سمعًا وطاعةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمضوا ولقوا بنخلة عيرًا لقريش، فقتلوا عمرو بن الحضرمي كافراً، وغنموا ما كان معهم من تجارة لقريش..

 وهذا الحديث وما أشبهه من كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة في الإجازة، لأن عبد الله وأصحابه عملوا بما كتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يكلمهم بشيء.

فكذلك العالم إذا أجاز لطالب العلم فله أن يروي ويعمل بما صح عنده من حديثه وعلمه..

* وبلغنا أن ناسًا يكرهون الإجازة، يقولون: إن اقتصر عليها بطلت الرحل، وقعد الناس عن طلب العلم.. ونحن فلسنا نقول: إن طالب العلم يقتصر على الإجازة فقط، ثم لا يسعى لطلب علم ولا يرحل، لكنا نقول: تكون الإجازة لمن كان له في القعود عن الطلب عذر من قصور نفقة، أو بعد مسافة، أو صعوبة مسلك.. فأما أصحاب الحديث فما زالوا يتجشمون المصاعب، ويركبون الأهوال، ويفارقون الأوطان، وينأون عن الأحباب، آخذين بالذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي حدثناه سليمان بن يزيد، عن محمد بن ماجه، ثنا هشام بن عمار، ثنا حفص بن سليمان، ثنا كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)).أ.هـ

* أنشدني شيخى العلامة المسند الشيخ أبو أنس أسامة بن السيد بن عبيد الاثري الحنفي مجيزاً قائلاً:

حمداًعلى الاسناديارب الورى

حمداً يفوق عدة الاعـداد

قـــد صـار جبل علمنا في قوة

من عندنا إلى النبي الهادي

بعد الاجازات التي قد انجزت

   من نخبة بعلمهم أجـــواد

كم من إجــازات أتت من عالم

   أرست لنا دعائم الاوتـــاد

أكـرم باسناد أتى مستـــــبشراً

   يا بارك المولى بدا الاسـناد

فارحل الى الاسناد واضبط لفظه

  لا تبـتئس من قلة الـــرواد

فمــش وفتش بعدها يا مســند

  مـا كل نظم قيل للانشــاد

واحرص على ضبط الذي قدسلسلا

من هدى طه مقصد القصاد

لا سيـــــما ماقد رووا في الاول

من رحمة أجمل ثها من زاد

ثم الذي يروى مـــــــعاذ متنه

يسعى بنا حب الى الامـجاد

أو غير ذا ما روى أشياخــــــنا

من ألحقوا الاحفاد بالاجداد

شدوا على حبل الروايات اليدا

واسموا على الاتراب والانداد

والله صلى قبلما قد ســــــلما

على شفيعي ســـــــيد العباد

 

* وكَتبتُ إلى فضيلةالشيخ محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب حفظه الله أستجيزه فى مروياته ومنظوماته الماتعة فقلت نثراً :

أخـى الشيخ الحبيب الغالي..إقْرأ هُديت سُبُل المـعـالي،يا من سكنت بدار المصطفى..وعاش بها حتى اُلِــفـا،أطمع فى الجود والترحاب..يا من أضأت بنظمك الألباب،هــــلا أجزتنا بما لـــديك.. وبـــما أنعــــم ربنا علـيك،إجــازة صحيحة مصــونة..لحــــاتم بمصرنا الميمونة،بكل ما تروي عن الثقات...شيوخك الآئـمة الأثـــبات،وكل شعر ومنظوم لكم..وفوائد جما وكذا الحكم ،رزقت الجنة يا ابن رحاب..والأهل والأولاد والأحباب،أسال المولى لك السلامة... يا من أُودِعْت خير أمانة ،والحمد لله الذي اجرى القلم..بما كتبت وأعلى الهمم،وتــــم ما كُتب ليلة الإثنين..فليتك تُجب فتقر عينى،وكتب أبو عبدالرحمن حاتم محمد شلبي،فى ليلة الإثنين 27 من ذي القعدة لعام 1435هـ، الموافق 22/9/2014م

فأجاب فضيلته حفظه الله تعالى نظماً قائلاً:

الحمد لله علــى ما أنعــما

حمدا يكون لرضـاه ســـلما

ثم الصلاة والسـلام سرمدا

على نبينا الشـــفيع أحمــدا

وآلـــــه وصــحبه البــدور

ما أشرق المنظوم في السطور

أقول والله الكريم حـسبي

ومقصــدي في أملي ومطلبي

أجزتكم يا حاتم بن شلبي

بما طلبتم من جــليل الأرب

بكل ما عني وكل ما لــي

يصح  عن  مشايخي الغـوالي

وكل إسناد من العوالـــي

بشرطه  المشهور في المــقال

بأن تكون متقنا وضابــطا

لكل ما تروي و لست غالـطا

وأن تكون أبدا مراجــــعا

لكل ما يشكل من مواضــعا

أيضا ولا تفتي وأنت جاهل

من قال:لا أدري فذاك العاقل

ثم لزوم الأدب المحمدي

في كل ما  ترومه من مقــصد

مع الشيوخ ومع الأقــران

وكل فرد من ذوي الإيـــمان

ناظمه محمد بن أحـمدا

بطيبة الخيرات طابت مـوردا

وأفضل الخـــتام بالصلاة

على النبي سيد الســــادات

وآلـــــه وصحبه النجوم

وها هنا قد انتهي منـــظومي

وكتب الفقير إلى عفو ربه الوهاب محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب،غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين،طابة الطيبة،يوم الجمعة الأزهر2-12-1435ه

* وأنشدنا  شيخنا المحدث الأديب ،والشاعرالآريب شيخناعمربن مسعود الحدوشي المغربي حفظه الله،أنه قال طالباً إجازة شيخه,مجيزنا العلامة أبي أويس محمد بوخبزة الحسني حفظه الله تعالى فقال:

طلب الإجازة من فقيه النوازل

هَلْ تَرَى مَنْ مُنْشِدٍ أَوْ مِنْ مُسَائِلْ

طالِباً عِلْماً بِقَوْلٍ أَوْ بقَائِلْ

مــِنْ عُلُومٍ نافِعَاتٍ طَلْعُهَا مــَا

يُجْتَنَى مِنْ وَارِثٍ عِلْمَ الأَوَائِلْ

مِنْ رَسُولِ اللهِ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ

تابِعِيهِمْ بَعْدَ هُمْ خَيـرالْفَصَائِلْ

نُورُ مِشْكاةٍ لهَ ُالشيخُ الأَمِينُ

شَيْخُنَا أَنـتُم لَها تِلْكَ الشَّمائلْ

نَصْرُكُمْ َنهْجَ الهُدى قَولاً وَفِعْلاً

قَدْ حَمَيْتُمْ ذَا الحِمَى مِنْ كُلِّ صائِلْ

ذِي سُيُوفُ الحَقِّ يا شَيْخُ حـقاًّ

قَدْ أَخَذْتُمْ مِنْ عُرَاهَا بِالْحَمَائِلْ

رَدَّ كَيـْـدَ الكَفْرِ وَالرُّويبِضَاتِ

في نُحُورٍ ثُمَّ أَرْدَى كُـــــلَّ مَائلْ

حِرْمَـةُ للسُّولِ إلا فِي عُلومٍ

قَدْ أَبَاحَ اللهُ مِنْ هَاذِ المَســــَائِلْ

اسْتَجِيزُ الشيخ إسْنَاداً وَمَتْناً

يُورِدُ الأَخْبَارَ مَوْصُولَ الوَصَائلْ

لِي وَللأَزْوَاجِ وَالأَبْنَاء ِفَضْلاَ-

إنْ تَجُودُوابِالنَّدَى أَهْل الفَضَائلْ

وَالدُّعَا مِنْكُمْ بِالْغَيْبِ مـرْمَى ذاكَ

نَرْجُو- مِنْ جَليلاتِ الْوَسَائِل

زَادَكُمْ رَبُّ البَرَايا كُلَّ خَيْر

وَاصْطَفَاُكْمْ لِلِتُّقَى بَيْنَ القلائلْ

ثُمَّ ِفي الأُخْرَى هَدَاكُمْ للسَّعَادَهْ

فِي نَعِيمٍ مِنْ جنَانٍ غَير زَائِل

* فأجابه الشيخ العلامة الفهامة أبو أويس قائلاً:

(الإجازة).

إلى الأخ أبي الفضل فرج الله كربه، وغفر حبوه. بعد الحمدلة والتحية:

يَا أخي يا مستجيزي في الهدى

لسْتَ مِنِِّي حَاوياً غُرَّ الرسائلْ

كنتَ من قبْلُ أُجِزْتُم مـن أخٍ

هُو يَرْجُوها تَفِي خَيْرَ عَوَائِلْ

أنت مني يا أخَى الأوْفَى مُجازْ

سُنـةً قد سَنَّهَا خيرُ الأوائلْ

فتَقبَّلْها تنَــلْ يُمْنَ الــــــذي

خطَّها يرجو بِها كلَّ الفَضَائلْ

تــحتوي من بركاتِ القومِ مَــا

تجــــدَنْ مِثلاً له من كلِّ قائلْ

مـن أســــانيد تَراها شمِلـتْ

غُـرَرَ الأسْما على الحُسْنَى دلائلْ

فتوسَّـــل بهُــداها إنـــــها

تَنْتَهي للوَحي من أدْنى الوَسائلْ

صَلِّ يــــا ربّ على غايتهــا

مُنتهى الآمـــالِ دَفعاً للغَوائلْ

أكثرنْ منــــــــها ففيها فرَجٌ

من كُرُوبٍ أذْهلتْ عقلَ المسائلْ

وترقب مـــــِنْ إلهـي لطفَهُ

شــاملاً يُطْــوَى به شَرُّ البدائلْ

واعتصـم باللهِ تَظْفَرْ بالنَّجـ

ـاة دَواماً سَالِماً من كلِّ صَائِلْ

جَرَّبَ النَّاسُ حَديـثَ المصطفى

بِجميلِ القَصْدِ مَحْواً للرذائِلْ

ثُــــــمَّ عـادُوا في سلامٍ شَامِلٍ

رائِقٍ أنْسَاهُـــمُ شُؤْمَ الفَعَائِلْ

فاتلُ وحي الله صبحـاً ومَسـا

وتــدبّره كثيـــــراً في الأصائلْ

تلِجنْ لـــــيلاً ذكيّاً نَفْـــــحُهُ

بِنَسيمِ الذكـر من عطْرِ الخمائلْ

هـــذهِ ذِكرَى لِحُبِّي عُمَـــرٍ

مــــن أحبائي وإِخْواني القلاَئلْ

فيها تـأكيد لمـــا يطـلبُه

(لبنيه) مُرْتجى طِيبِ الشمائلْ

قد أجـزت (الأهل) بدءاً علنا

وخـتاماً كل ما عنـــديَّ طائلْ.



[1] الوجازة في الأثبات والإجازة لشيخنا ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي ص18

[2] المرجع السابق( الوجازة في الأثبات والإجازة)ص19،20 بتصرف بسيط، و أنظر (الإرشاد إلى طرق الرواية والإسناد)

[3] هو الإمام الحافظ أحمد بن محمد بن سلفه (بكسر السين وفتح اللام) الأصبهاني، صدر الدين، أبو طاهر السلفي المولود فى   478هـ ،والمتوفى فى 576هـ،وهو حافظ مكثر، من أهل أصبهان. رحل في طلب الحديث، وكتب تعاليق وأمالي كثيرة، وبنى له الأمير العادل (وزير الظافر العبيدي) مدرسة في الإسكندرية، سنة 546 هـ، فأقام إلى أن توفي فيها.

[4] انظر كتاب الوجيز في ذكر المجاز والمجيزللحافظ السلفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق