قلت والناظر فى حال كثير من طلاب الإجازات اليوم يرآى عجبا وصدق من قال عش رجبا ترآى عجباً ،وقد أنشدنا فى حالهم غير واحد من شيوخنا آبيات رائعة منها
حال بعض طُلاب الإجازة اليوم
* ما أنشدنا به شيخنا المسندالمقرئ يوسف بن أحمد بن حسين أبوالحجاج آل علاوي البلقاوي الأردني فى ليلة الأحد التاسع والعشرين من شهرصفر سنة ست وثلاثين وأربع مئة وألف من الهجرة ،وهو يتحدث عن حال بعض المهوسين بالإجازة وجمع الأوراق ،وقد بر ونصح فقال تحت عنوان :
حَــالُ الْإِجَــازَاتِ
تَهَافَتَ لِلـــرِّوَايَةِ كُــلُّ رَاغِـبْ |
صَغِــيرٌ يَرْتَجـِي نَيْلَ الْمَـــــآرِبْ |
وَمَاظَنَّ الضَّعِيفُ بِأَنَّ هَــــــذَا |
طَـرِيقٌ مُوصِلٌ نَحْوَ الْمَصَـــايِبْ |
رَأَى الْأَشْــــيَاخَ تُسْنِدُهُ وَتُعْطِي |
إِجَــازَاتٍ بِهَا أَغْلَى الْمَطَــــالِبْ |
فَظَنَّ بِأَنَّهُ قَــــدْ صَـــــارَ فِيهَا |
فَقِيهًا عَالِمًا فَـكَّ الصَّعَــــــائِبْ |
بِغَيْرِ تَــأَدُّبٍ يَسْـــعَى لِشَـــيْخٍ |
لِنَيْلِ إِجَــــازَةٍ وَالْجَهْلُ غَـــالِبْ |
يُحَصِّلُ مَــــــــا يُحَـصِّلُهُ بِزِرٍّ |
بِغَـيْرِ مَشَـقَّةٍ تَتْلُـوالْمَــتَاعِـــبْ |
وَمَا تَعِبَتْ يَدَاهُ بِكَتْبِ جُـــــزْءٍ |
وَلَا عِنْدَ الشُّيُوخِ ثَنَى الرَّكَــائِبْ |
وَلَا جَــابَ الْبِلَادَ لِحَمْلِ عِلْمٍ |
وَخَلْفَ النِّتِّ يَلْتَمِسُ الرّغَــائِبْ |
فَمَا خَبُرَ الْعُــــلُومَ وَمَا دَرَاهَـا |
وَمَا سَهِرَ الْلَيَالِيَ فِي الْمَطَــالِبْ |
وَلَمْ يَصْحَبْ شُيُوخَ الْعِــلْمِ إِلَّا |
لِيُحْكَى أَنَّهُ بَلَغَ الْمَـــــــرَاتِبْ |
فَبِالْأَمْسِ الْقَرِيبِ تَرَاهُ يَسْـــعَى |
مَعَ الْأَشْـيَاخِ يَقْتَنِصُ الْغَـرَائِبْ |
وَلَمَّا أَسْــنَدُوهُ غَـــــــدَا إِمَامًا |
وَخِـرِّيتًا يُقَـارِعُ كُلَّ خَـــائِبْ |
فَيَعْلُو – وَالْعُـــــلُوُّ لَهُ نُــزُولٌ |
يُحَاكِي صَوْلَةَالْأَسَدِالْمُغَاضِبْ |
فَهَذَا حَـالُ مَنْ طَلَـــبَ الرِّوَايَهْ |
بِغَيْرِ دِرَايَةٍ تُنْهِي الْغَيــــــَاهِبْ |
وَلَسْتُ بِمُنْكِرٍ أَخْـــــذَ الْإِجَازَهْ |
فَهَذَا دَأْبُ أَصْحَابِ الْمَــنَاقِبْ |
وَلَسْتُ بُمُنْكِرِ الْإِكَـثَارِ مِنْــــهَا |
وَهَذَاالْفِعْلُ مِنْ جَمْعٍ أَطَـــايِبْ |
وَقْدْ وَضَعَ الشُّيُوخُ لَهَا شُرُوطًا |
مِنَ التَّأْهِيلِ وَالْوِعْيِ الْمُنَاسِــبْ |
وَمَعْرِفَةِ الشُّيُوخِ مَعَ الدِّيَـــانَهْ |
وَ إِتْقَانٍ وَضَبْطٍ جِــدُّ صَـــائِبْ |
فَإِنْ زِدْتَ السَّمَاعَ فَذَاكَ خَــيْرٌ |
وَتَابِعْ فِي الْمَسِيرِ إِلَى الْمَــرَاقِبْ |
فَخُذْ هَذِي النَّصِيحَةَ مِنْ رَفِيقٍ |
مُحِــــبٍّ مُشْفِقٍ خَبَرَ النَّوَائِـبْ |
عَلَيْكَ بِنَهْجِ أَســـْلَافٍ عِظَـامٍ |
مَضَوْافِي الْعِلْمِ مِنْ شَتَّى الْمَذَاهِبْ |
بِهِمْ رَفَعَ الْإِلَــــــــهُ مَنَارَ عِـزٍّ |
وَهُـمْ أَهْلُ الْفَوَاضِلِ وَالْمَــوَاهِبْ |
عُلُــــومًا أَصَّـلُوهَا بِاقْتـــِدَارٍ |
وَهَمُّهُمُ الــدِّرَايَةُ وَ التَّجَـــارِبْ |
وَمَا تَرَكُوا الرِّوَايَةَ عَنْ شُـــيُوخٍ |
وَأَعْـلَامٍ رَقَوْا فَوْقَ الْكَـوَاكِـــبْ |
فَقَــــدْ زَانُوا رِوَايَتَهُمْ بِعِـــلْمٍ |
وَهَذَا الْأَصْلُ فِي طَلَبِ الْمَكَاسِبْ |
فَزِدْ يَا طَالِبًا لِلْعِــــــلْمِ حِرْصًا |
عَلَى التَّحْصِيلِ لِلتَّأْصِيلِ صَـاحِبْ |
وَســِرْ فِي نَهْجِ أَسْلَافٍ تَسَامَوْا |
فَهُمْ فِي الْعِلْمِ أَرْبَابُ الْمَنَـاصِبْ |
تَعَلَّــمْ عِلْمَهُمْ وَاعْــمَلْ بِعِـلْمٍ |
فَتَرْكُهُمَا بِهِ شَرُّ الْعَــــــــوَاقِبْ |
فَعِلْمٌ دُونَ شُغْلٍ لَيْسَ يُجْــدِي |
وَشُغْلٌ دُونَ عِلْمٍ عَنْهُ جَــــانِبْ |
وَجَـمْعٌ بَيْنَهَا خَــــــيْرٌ وَفِـيرٌ |
بِهِ تَجْنِي الْكَثِيرَ مِنَ الْمَكَــاسِبْ |
لَعَلَّ اللَّهَ يَزْرُقُنَا جَمِيـــــــعًا |
فَعِــنْدَ اللَّهِ تُلْتَمَسُ الْأَطَــــايِبْ |
وَجَاهِدْ فِي رِضَى مَوْلَاكَ تَنْجُو |
وَلِلْأَغْمَارِ وَالْجُهَّالِ جَـــــانِبْ |
وَكُنْ فِي الْعِلْمِ جِـدِّيًّا حَـرِيصً |
فَفَضْلُ اللَّهِ لَا يُعْـــطَاهُ لَاغِــبْ |
وَقُدْوَتُنَا رَسُـــــــولُ اللَّهِ دَوْمًا |
وَهِمَّتُنَا الْخَلَاصُ مِنَ الشَّوَائِبْ |
لِنُحْشَرَ مَعْ نَبِيِّ اللَّهِ نُسْــــقَى |
مِنَ الْحَوْضِ الشَّرِيفَةِ بِالْمَشَـارِبْ |
وَنَدْخُــلَ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ نَحْيَا |
حَيَاةً سَرْمَـــــدًا بَيْنَ الْكَـوَاعِـبْ |
وَيُعْطِينَا الْإِلَهُ الْحَــــقُّ حُسْنَى |
فَنَنْظُرُ لِلْكَــرِيمِ بِغَيْرِ حَـــاجِبْ |
إِلَهِي قَدْ رَفَعْـــتُ إِلَيْكَ كَفِّي |
أَيَـا مَنْ يَسْتَجِيبُ لِكُلِّ طَــالِبْ |
أَجِرْنَا مِنْ ضَــلَالٍ وَابْتِــدَاعٍ |
وَأَهْـوَاءٍ تَسُوءُ بِهَا الْعَــــوَاقِبْ |
وَفِي دَارِ الْمُقَامَةِ فَاعْـــفُ عَنَّا |
وَجَنِّبْنَا الْمَخَازِي وَالْمَعَـــايِبْ |
وَصَلَى اللَّهُ رَبِّي ثُمَّ سَـــــلَّمْ |
عَلَى بَدْرِ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبْ |
وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ وَآلِ بَيْـــــــتٍ |
وَأَصْحَابٍ وَهُمْ خَيْرُ الْمُصَاحِبْ |
كَذَا وَالتَّابِعِينَ الصَّــحْبَ حَقًا |
وَعَنَّا رَبَّـــنَا يَــــــا خَيْرَ وَاهِـبْ |
ومن نظر فى حال بعض المجازين والساعين إليها،وأحاط ببعض أفعالهم ،قَدَّر ما كتبه وسبره شيخنا الشيخ يوسف حفظه الله فى هذة الآبيات ، وآداب الطلب والطالب علم أهمل ، وباب أغلق عند البعض هداهم الله، والله هو الهادي إلى سبيل الرشاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق