اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الخميس، 23 يونيو 2016

حكم التهنئة بشهر رمضان

  #‏الفوائدوالفرائدوالحكم_الحسان_من_كتب_الأعلام‬ _(23)
حكم التهنئة بشهر رمضان

حكم التهنئة بشهر رمضان المبارك الجواز وهو  هو ما أرجحه وأعمل به ,فالتهنئة تدخل من باب العادات ، ومن المعلوم أن الأصل فى هذا الباب الإباحة ، ما لم يأتى دليل ينهى أو يخصص ، فينقل حكمها حيئذ من الإباحة إلى النهى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " القواعد النورانية " (163) ونقله العلامة الأصولى محمد الآمين الشنقيطى(مذكرة الأصول....) :
( إن تصرفات العباد من الأقوال والأفعال نوعان : عبادات يصلح بها دينهم ، وعادات يحتاجون إليها في دنياهم ، فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع ، وأما العادات فهي ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه ، والأصل فيه عدم الحظر ، فلا يحظر منه إلا ما حظره الله سبحانه وتعالى ، وذلك لأن الأمر والنهي هما شرع الله. والعبادة لا بد أن تكون مأمورا بها ، فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه عبادة ، وما لم يثبت من العبادات أنه منهي عنه كيف يحكم على أنه محظور ، ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون :
"إن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى ،
وإلا دخلنا في معنى قوله :{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .
والعادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه ، وإلا دخلنا في معنى قوله :
{ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا }"

ولهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله وحرموا ما لم يحرمه.أ.هـ 
(انظر مجموع الفتاوى ( 29/16-18 )) وانظر كتاب (من أصول الفقه على مذهب أهل الحديث ص195)
وقال شيخ شيوخنا العلامة عبدالرحمن السعدي تعليقا" على ما نظمه فى القواعد الفقهيه عند قوله :
والأصل في عاداتنا الإباحة........حتى يجيء صارف الإباحة
وليس مشروعا من الأمور .......غير الذي في شرعنا مذكور

قال رحمه الله تعالى:
وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام – رحمه الله – في كتبه ، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه : أن العادات الأصل فيها الإباحة ، فلا يحرم منها إلا ما ورد تحريمه… إلى أن قال : فالعادات هي ما اعتاده الناس من المآكل والمشارب ، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء ، وسائر التصرفات المعتادة ، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله ، إما نصا صريحا ، أو يدخل في عموم ، أو قياس صحيح ، وإلا فسائر العادات حلال ، والدليل على حلها قوله تعالى : " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " (البقرة : 29) فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أي وجه من وجوه الانتفاع .

(المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبدالر حمن بن سعدي 1/143)

وقد ورد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يبشر أصحابه : "قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، يفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم" .
رواه الإمام أحمد في المسند [ جزء 2 - صفحة 385 ]8979 ،والنسائي[ جزء 4 - صفحة 129 ] 2106 وغيرهما ، وصححه الشيخ الألباني : في صحيح الترغيب 1/490 .

قال ابن رجب الحنبلي :" قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان ، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ؟ كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران ؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ؟ من أين يشبه هذا الزمان زمانا ؟ " . اهـ لطائف المعارف[ جزء 1 - صفحة 158 ]

وقال صاحب مرقاة المفاتيح :"هو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بالمباركة"
.( 2/ 648 )

ومما نقلته عن شيخنا الشيخ/ عبد الكريم الخضيرحفظه الله قوله:
البِشارة والتَّهنِئة بدخول شهر رمضان مُخرَّجة في صحيح ابن خُزيمة من حديث سلمان وهو حديثٌ ضعيف ((أتاكم شهر رمضان شهر عظيمٌ مُبارك ... إلى آخِرِهِ)) خَرَّجَهُ ابن خُزيْمة؛ لكنَّهُ حديثٌ ضعيف.
والتَّهنِئَة عُمُوماً تهنِئَةُ المُسلم بما يَسُرُّهُ في الجُملة لها أصلٌ في الشَّرع؛ لكنْ لا يُتَعَبَّد بلفْظٍ مُعيَّن، ويَسُرُّهُ دُخُول مثل هذا الشَّهر المُبارك العظيم، فإذا هنَّأَ المُسلمُون بعضُهُم بعضاً بألفاظٍ وأساليب لا يتعبَّدُونَ بها فرأيُ الإمام أحمد -رحمهُ الله تعالى- أنَّ الأمر فيهِ سَعة.أ.هـ
وممن قال بجوازها شيخ شيوخنا الشيخ ابن باز وقال هى طيبة،وأيضا" الشيخ ابن العثيمين رحمهم الله .


وقد فصلت فى حكم التهنئة بشهر رمضان فى غير هذا الموضع لعل الله ييسر نشره باذن الله ...والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق