اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الخميس، 11 فبراير 2016

الأربعون القصصية من السنة النبوية (شرح - الحديث السابع)

الأربعون القصصية من السنة النبوية
(تابع باب ما جاء في سنة الإبتلاء- الحديث السابع)
&الحديث السابع&
قصة أصحاب الأخدود
وقد وردت مختصرة في كتاب الله تعالى في سورة البروج فقال تعالى عنها ::
:"قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (البروج: 4 – 11).


وأما فى السنة فأقول أنا العبد الفقير، ذو العجز والتقصير، أبو عبدالرحمن حاتم بن محمد بن عبدالعزيز شلبي المصري أخبرنا عاليًا شيخُنا مُلـحِق الأحفاد بالأجداد، العلاَّمة المعمَّر محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ[1]، وهو عن الشيخ حمد بن فارس[2]، عن عبدالرحمن[3] بن حسن آل الشيخ، عن جدِّه[4]شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب[5] التميمي رحمه الله عن الشيخ العلامة عبدالله بن إبراهيم بن سيف النجدي المدني الحنبلي[6] ، عن شيخ الإسلام ومفتي الشَّام أبي المواهب محمد بن عبدالباقي الحنبلي[7] إجازةً عن أبيه تَقيِّ الدين عبدالباقي بن عبدالباقي الحنبلي[8] قال: أخبرني عبدالرحمن البهوتي الحنبلي[9]، أخبرني تقيُّ الدين بن النجار الحنبلي[10] صاحب (منتهى الإرادات)[11]، أخبرني والدي شهاب الدِّين أحمد قاضي قضاة الحنابلة، أخبرني عز الدين أبو البركات الظاهري الحنبلي[12]، أخبرني أبو عليٍّ حنبلُ بن عبدالله بن الفرج الرصافي الحنبلي[13]، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني الحنبلي[14]، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن المذهب[15] الحنبلي[16]، أخبرني أبو بكرٍ أحمدُ بن جعفرِ بن حمدان بن مالك القطيعي الحنبلي[17]، أخبرني أبو عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن حنبل[18]، أخبرني والدي الإمام العالم، الحافظ المتقِن الثِّقة الثبت، صدر الحفَّاظ، ناصر السُّنة، ثقة الدِّين، أمير المؤمنين أبو عبدالله أحمدُ بن حنبل[19]،قال حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ :إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَحَضَرَ أَجَلِي فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا فَلَأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا فَكَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ .
وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ الْمَلِكِ رَاهِبٌ فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ مَا حَبَسَكَ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا مَا حَبَسَكَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ وَقَالَ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ وَقَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَسَائِرَ الْأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ فَسَمِعَ بِهِ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ فَقَالَ مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ يَا فُلَانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ فَقَالَ رَبِّي قَالَ أَنَا قَالَ لَا لَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ قَالَ أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي قَالَ نَعَمْ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَهَذِهِ الْأَدْوَاءَ قَالَ مَا أَشْفِي أَنَا أَحَدًا مَا يَشْفِي غَيْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنَا قَالَ لَا قَالَ أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي قَالَ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَأَتَى بِالرَّاهِبِ فَقَالَ ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ وَقَالَ لِلْأَعْمَى ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَقَالَ لِلْغُلَامِ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ فَذَهَبُوا بِهِ فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَدُهْدِهُوا أَجْمَعُونَ وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ فَقَالَ كَفَانِيهِمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَبَعَثَهُ مَعَ نَفَرٍ فِي قُرْقُورٍ فَقَالَ إِذَا لَجَجْتُمْ بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَغَرِّقُوهُ فَلَجَّجُوا بِهِ الْبَحْرَ فَقَالَ الْغُلَامُ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَغَرِقُوا أَجْمَعُونَ وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَفَعَلَ وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ثُمَّ رَمَى فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ فَوَضَعَ السَّهْمَ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فَقِيلَ لِلْمَلِكِ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ فَقَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدِّدَتْ فِيهَا الْأُخْدُودُ وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ وَقَالَ مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا قَالَ فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ فَقَالَ الصَّبِيُّ يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ..

قلت_حاتم_وهذا الإسناد مسلسل بالحنابلة من أوله إلى إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .
#الأربعون_القصصيةمن_السنةالنبوية
--------------------------------------------------------------------------------

[1] هو شيخنا أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب المعمر فوق المائة ملحق الأحفاد بالأجداد، المولود في سنة ١٣٣٠هـ سليل الأسرة الكريمة التي ورثت العلم والفضل كابرًا عن كابر؛ فجده محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مؤسس الدعوة السلفية في الجزيرة العربية، وينتهي نسب الشيخ محمد إلى آل مشرف من الوهبة أحد فروع قبيلة بني تميم العدنانية المشهورة.
[2] هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبدالعزيز بن محمد بن الشيخ إسماعيل بن رميح العرني التيمي الربابي الحنبلي، ولد المترجم عام ١٢٦٣ هـ، وكان والده الشيخ فارس من أهل العلم، فنشأ نشأة طيبة، ورباه تربية صالحة، فلازمه ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم، وقرأ عليه في علم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم.
وقد ترجم له الشيخ سليمان بن حمدان، ومن خطه نقلتُ، فقال: (الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن رميح تصغير رمح النجدي الحنبلي، وهو شيخنا الإمام العالم العلامة النحوي الفرضي الحيسوب الفلكي الفقيه الوجيه، ولد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف تقريبًا، أخبرني بذلك عنه ابنه محمد، فنشأ على يد والده، فهذَّبه ورباه تربية طيبة، ولازمه ملازمة تامة، فتخصص عليه في علم الفرائض والحساب وغيرها من العلوم، وقرأ على الشيخ عبدالله بن حسين المخضوب صاحب الخطب، وعلى الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن، أخذ عنه علم النحو وغيره، وتفقه به، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويه زمانه في علم النحو، وصار مرجعًا لطلاب العلم، وضُرِبَت للأخذ عنه أكبادُ الإبل من أطراف نجد، وكان مُداومًا على التعليم في مسجد الشيخ عبدالله بعد صلاة الصبح إلى الساعة الرابعة نهارًا، لا يُخِلُّ بذلك، وكان كثير الصيام قَلَّ أن تراه مفطِرًا، وكان ملازمًا على الصف الأول خلف الإمام، كثير الأوراد والأذكار، مهيبًا عند الخاص والعام، طويلاً نحيف الجسم، يخضب بالحناء، تولى حفظ بيت المال للإمام عبدالله آل فيصل، ثم للإمام عبدالرحمن، ثم للملك عبدالعزيز، فباشَرَه بعفَّة ونزاهة تامة، وكان يُواسي الفقراء من طلبة العلم وغيرهم من بيت المال، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه، وقد تخرج به خلقٌ كثير لا يُحصَون. ولما قدمتُ الرياض قرأتُ عليه جملة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع، ومُلحة الإعراب، وبعضَ ألفية ابن مالك، وبعض الرحبية.

وتوفِّي رحمه الله في الساعة العاشرة بعد عَصرِ الثامن والعشرين من جُمادَى الآخِرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف، وقد كفَّ بصره قبل وفاته، وصُلِّي عليه في جامع الرياض، وأمَّ الناس في الصلاة عليه شيخُنا محمد بن عبداللطيف، وشيَّعه خلقٌ كثير من الأعيان والأمراء، ودفن في مقبرة العود، وصلي عليه صلاة الغائب في مكة والمدينة والطائف وجُدَّة، وتأسف الناس على فقده رحمه الله، ولم يخلف من الأولاد سوى ابنه محمد). ا هـ.
[3] هو الشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن بن إمام الدعوة السلفية محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ولد سنة 1193 هـ، في مدينة الدرعية. قُتل والده الشيخ حسن بن محمد في معركة غرابة فكفلَه جَدُّه الإمام محمد بن عبدالوهاب، وتربَّى في حجره ولازمه، حتى توفي الإمام وله من العمر ثلاثَ عشرةَ سنة، استفاد من سكَنِه مع جده، فكان جدُّه هو شيخَه الأول، حيث نهل من عِلمه واستقى من معارفه وارتفعت همته، فحفظ القرآن الكريم بعد سن التمييز، ولازم دروس جده، فقرأ عليه "التوحيد" إلا قليلاً، وتدرَّب على الفقه، واستمع إلى دروس كبار تلاميذ جدِّه في أمهات كتب التفسير والحديث والأحكام، بعد وفاة جده شيخ الإسلام لازم علماء الدرعية، فقرأ على عدد كبير منهم حتى صار من العلماء وهو في سنِّ الشباب، وهو صاحب الكتاب الذي جاب الدُّنيا، وفتَح الله به قلوبَ خلقٍ كثير للعقيدة الصحيحة الصافية المسمى "فتح المجيد"، وله مؤلَّفات غيره، وقد تُوفِّي رحمه الله في ذي القعدة عام 1285 هـ بعد عمر جاوز التسعين عامًا.

[4] ذكَر البعض أنَّ العلامة عبدالرحمن بن حسن حفيدَ شيخ الإسلام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب ليست له رواية عنه، وقد نبَّه شيخنا عبدالله صالح العبيد على غلَطِ هذا الكلام، وأثبَت له السَّماعَ والرِّوايةَ عن جده. انظر غيرَ مأمورٍ كتابَ "الإمتاع بذكر بعض كتب السماع"، وانظر الوِجازة للشيخ ذياب الغامدي.
[5] محمد بن عبدالوهاب بن سليمان آل مشرف التميمي النجدي، ،ولد عام (١١١٥ هـ) في مدينة العيينة من نجد في الجزيرة العربية، في بيتِ علم وفضل. وتوفي الشيخ رحمه الله في عام (١٢٠٦ هـ). انظر روضة الأفكار لابن غنام (٠١/ ٢٦ ٢٧)، وانظر رواية الشيخ في كتاب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب حقائق علمية وشهادات منصفة، وهو كتاب ماتع يُرجَع اليه
[6] الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف الشمري وهو من أعلام المذهب الحنبلي، قال عنه صاحب السحب الوابلة الشيخ عبدالله بن حميد: (... من أفاضل فقهاء نجد) وقال عنه الأنصاري: (وكان رجلاً صالحًا لا نَظيرَ له في علم الفرائض، حتى كاد أن يكون زَيْدَ زمانِه)، رحَل الشيخ عبدالله إلى الشام لطلب العلم، وأخذ عن الشيخ أبي المواهب شيخ الحنابلة في الشام، كما أخذ عن شيوخ نجد ومنهم الشيخ فوزان بن نصر الله الحنبلي المتوفى ١١٤٩ هـ، وكان من تلاميذه الشيخ صالح الصايغ من أهل عنيزة، وشيخ الإسلام الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله، وذكر المؤرِّخ ابن بشر عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب عندما قدم إلى المدينة النبوية ووَجَد فيها الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن سيف فأخذ عنه، وقال له: أتريد أن أريَك سلاحًا أعددتُه للمجمعة؟
قلت: نعم، فأدخلَني منزلاً فيه كتبٌ كثيرة.
[7] محمد بن عبدالباقي بن عبدالقادر الحنبلي البعلي الدمشقي، أبو المواهب: مفتي الحنابلة بدمشق، ولد في عام ١٠٤٤ هـ وتوفي في دمشق عام ١١٢٦ هـ له (ثبت) في أسماء مشايخه وتراجمهم، سماه (فيض الودود) ومشيخته معروفة.
[8] عبدالباقي تقي الدين بن عبدالباقي بن عبدالقادر بن عبدالباقي بن إبراهيم بن عمر بن محمد الحنبلي، البعلي الأزهري الدمشقي، المحدث المقرئ الأثري، الشهير بابن بدر، ثم بابن فقيه فِصة، وهي بفاء مكسورة ومهملة: قرية ببعلبك من جهة دمشق نحو فرسخ، وكان أحد أجداده يتوجَّه ويخطب بها؛ فلذلك اشتهر بها، وأجداده كلهم حنابلة، ولد عام ١٠٠٥هـ وتوفي في ١٠٧١هـ.
[9] الشيخ المسند عبدالرحمن بن يوسف بن علي الملقَّب بزين الدِّين ابن القاضي جمال الدين ابن الشيخ نور الدين البهوتي الحنبلي المصري، خاتمة المعمرين، كان حيًّا سنة (1040هـ)، عاش نحوًا من مائة وثلاثين سنة؛ خلاصة الأثر 2/ 405، والنعت الأكمل ص 204، ومختصر طبقات الحنابلة ص 114.
[10] محمد بن شهاب الدين أحمد بن عبدالعزيز بن علي الفتوحي المصري الحنبلي، الشهير بابن النجار. الفقيه الحنبلي الثبت، والأصولي اللغوي المتقن، العلامة، قاضي القضاة تقي الدين، ولد بمصر سنة 898هـ ونشأ بها إلى أن أتاه المرض الأخير الذي وافته المنية فيه، وذلك عصر يوم الجمعة الثامن عشر من صفر سنة 972هـ، فصلى عليه ولده موفق الدين بالجامع الأزهر، ودفنه بقرافة المجاورين.
[11] كتاب منتهى الإرادات في جمع المقنع، مع التنقيح والزيادات في فروع الفقه الحنبلي، وهو عمدة المتأخرين في المذهب، وعليه الفتوى فيما بينهم؛ إذ حَرَّر مسائله على الراجح والمعتمَد من المذهب، وقد اشتغل به عامة طلبة الحنابلة في عصره، واقتصروا عليه... ثم شرَحه شرحًا مُفيدًا يقَع في ثلاثة مجلدات، أحسَن فيه وأجاد، وكان غالب استمداده فيه من كتاب الفروع لابن مفلح؛ انظر مقدمة شرح الكوكب المنير ط مكتبة العبيكان ص6.
[12] القاضي عز الدين أبو البركات أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني العسقلاني الحنبلي المتوفَّى سنة 876هـ. راجع ترجمته في: شذرات الذهب 6/ 243، الذيل على رفع الإصر ص29، المدخل إلى مذهب أحمد ص239.
[13] راجع ترجمته في: الأنساب 7/ 47، سير أعلام النبلاء 20/ 273، شذرات الذهب 4/ 128.
320 - راجع ترجمته في: شذرات الذَّهب 5/ 12، الكامل 12/ 116، تكملة وفَيَات النقلة رقم/ 998، سير أعلام النبلاء 21/ 431.

[14] أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبدالواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، الهمذاني الأصل، البغدادي الكاتب الشيخ الجليل، المسنِد الصَّدوق، مُسنِد الآفاق، ولد في: ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في: شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة، سمع من: ابن المذهب المسند كاملاً، ومن أبي الطيب الطبري، وأبي القاسم التنوخي، وأبي محمد الحسين بن المقتدر، وغيرهم. وسمع منه: أبو طاهرٍ السِّلَفي، وأبو القاسم بن عَساكر، وأبو موسى الْمَديني، وأبو الفرَج ابن الجوزي، وحنبل بن عبدالله الرصافي، وأبو الفضل بن ناصر، وغيرهم. راجع ترجمته في: المنتظم 10/ 24، الكامل 10/ 671، سير أعلام النبلاء 19/ 536، شذرات الذهب 4/ 77، ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 19/ 251. البداية والنهاية (12/ 203).
[15] الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شبيل بن فروة بن واقد التميمي أبو علي الواعظ، المعروف بابن المذهب. ولد سنة: خمس وخمسين وثلاثمائة، ومات سنة 444. انظر ترجمته في تاريخ بغداد 7/ 390، سير أعلام النبلاء 17/ 640، المنتظم 8/ 155، الكامل 9/ 592، الوافي بالوفيات 12/ 121، لسان الميزان 2/ 236، شذرات الذهب 3/ 271.
[16] سمع المسند لأحمد والزهد من أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي سوى مُسندَي عوف بن مالك وفَضَالة بن عُبَيد؛ فإنهما لم يَكونا في نُسخته، وسمع من أبيه وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبي الحسن الدارقطني ومحمد بن المظفر ومحمد بن إسماعيل الوراق وغيرهم، وحدث عنه بالمسند أبو الحسين المبارك بن عبدالجبار بن الطيوري وأبو طاهر عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف وابن عمه أبو طالب عبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر بن يوسف وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين.
فائدة في التقييد: ممن روى المسند عن ابن المذهب: المبارك بن عبدالجبار الطيوري، وعبدالرحمن بن أحمد بن عبدالقادر بن محمد بن يوسف، وعبدالقادر بن محمد بن عبدالقادر، كما في التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة 1/ 280.
[17] تاريخ بغداد: 4/ 73 - 74، الأنساب: 10/ 203، طبقات الحنابلة 2/ 6 - 7، المنتظم: 7/ 92 - 93، اللباب: 3/ 48، العبر: 2/ 346 - 347، ميزان الاعتدال: 1/ 87، دول الإسلام: 1/ 228، الوافي بالوَفَيات: 6/ 290 - 291، البداية والنهاية: 11/ 293، غاية النهاية: 1/ 43، النشر في القراءات العشر: 1/ 192، لسان الميزان: 1/ 145 - 146، النجوم الزاهرة: 4/ 132، المنهج الأحمد 2/ 57، شذرات الذهب: 3/ 65، الرسالة المستَطرَفة: 93.
[18] هو أبو عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني البغدادي، ولد عبدالله بن أحمد سنة 213هـ في بغداد، وتوفي في سنة 290هـ.
[19] هو الإمام الجليل أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الوائلي، أحد الأئمة الأربعة الأعلام، وُلد ببغداد، ونشأ بها، وطلب العلم وسمع الحديث فيها، وسافر في سبيل العلم أسفارًا كثيرة. فضائلُه ومَناقبه وخصاله لا تَكاد تُعدُّ. من كتبه: المسند و التاريخ و الناسخ والمنسوخ و المناسك و الزهد و علل الحديث. توفي سنة 241هـ [انظر ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 413، وفَيَات الأعيان 1/ 47، حِلْية الأولياء 9/ 161، المنهج الأحمد 1/ 5 وما بعدها].
[20]رواه أحمد في مسنده برقم ( 22805)، ومسلم فى صحيحه ، ورواه الترمذي فى الجامع وقَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ Kوصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي: 2661، ورواه النسائي في السنن الكبرى: 11661 وغيرهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق