تفسير سورة (سورة التحريم)
بسم الله الرحمن الرحيم
فهدة وقفات مع تفسير سورة التحريم الأصل انى الخص تفسيرها لالقيه بعد صلاة العشاء في مسجدنا, فقلت لو جمعتها ووضعتها هنا لانفع اخوانى والدال على الخير كفاعلة واليكم باختصار الوقوف على تفسير هدة السورة المباركة سورة التحريم فهى:
فقيل: نزلت في شأن مارية رضي الله عنها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمها على نفسه ،....القصة وفيها أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة أبيها فأذن لها، فلما خرجت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جاريته مارية القبطية فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقًا فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يقطر عرقًا، وحفصة تبكي فقال: ما يبكيك؟ فقالت: إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أَمَتَكَ بيتي، ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي، أما رأيت لي حرمة وحقًا؟ ما كنت تصنع هذا بامرأةٍ منهنَّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليست هي جاريتي أحلها الله لي؟ اسكتي فهي حرام عليّ ألتمس بذاك رضاك، فلا تخبري بهذا امرأة منهن. فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدحرم عليه أمته مارية، وإن الله قد أراحنا منها وأخبرت عائشة بما رأت، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فغضبت عائشة فلم تزل بنبي الله صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن لا يقربها فأنزل الله عز وجل " يَا أَيُّهَا النَّبِي لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ " وأمره أن يكفِّر يمينه ويراجع أمته وعلى هذا كما قال القرطبي والشوكانى نقلا" عنه : أكثر المفسرين، (2)
يعني العسل فقد ورد عن ام المؤمنين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء [ويحب] العسل وكان إذا صلى العصر جاز على نسائه فيدنو منهن، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها شربة، فقلت: أما والله لنحتالنَّ له فذكرت ذلك لسودة، وقلت: إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له: يا رسول الله أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول: لا فقولي له: ما هذه الريح وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح، فإنه سيقول: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحلُه العرفط، وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية، فلما دخل على سودة، تقول سودة: والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب، فرقًا منك فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا قلت: فما بال هذه الريح! قال: سقتني حفصة شربة عسل، قالت: جرست نحله العرفط، فلما دخل علي قلت له مثل ذلك، ودخل على صفية فقالت له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت له: يا رسول الله ألا أسقيك منه قال: لا حاجة لي به تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه، قالت: قلت لها اسكتي (3)
وعن عائشة رضي الله عنها ايضا" انها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: لا بأس شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له، فنزلت: "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك" إلى قوله: "إن تتوبا إلى الله" لعائشة وحفصة { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِي إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا } لقوله: بل شربت عسلا (4)
وروي ابن جريج، عن عطاء بإسناده وقال: قال: لا ولكن كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا يبتغي بذلك مرضاة أزواجه (5) .
والمعنى أي: يا أيها الذي أنعم الله عليه بالنبوة والوحي والرسالة وقد عبر بلفظ النبي في قوله ((يَا أَيُّهَا النَّبِي)) لإشعار بصدقه صلي الله عليه وسلم في دعوى النبوة.
قوله : ((لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ)).. من الطيبات، التي أنعم الله بها عليك وعلى أمتك. من ملك اليمين فتحرم مارية على نفسك او تحرم عليك وعلى نفسك شرب العسل وتمتنع عن الانتفاع به مع اعتقاد كونه حلالا" لك, والله يحل و يحرم لحكمة,فاذا حرم العبد الحلال كان في ذالك قلب للمصلحة وتغير للحكمة التى يريدها الله وهذا شي لا يقبله ربنا تبارك وتعالى .
. قال الزجاج : وليس لأحد أن يحرّم ما أحلّ الله .
قال الشوكانى : وهذا هو الحقّ أن تحريم ما أحلّ الله لا ينعقد ولا يلزم صاحبه . فالتحليل والتحريم هو إلى الله سبحانه لا إلى غيره ، ومعاتبته لنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه السورة أبلغ دليل على ذلك ، والبحث طويل ، والمذاهب فيه كثيرة ،
وقد أبرز النص القرانى الخبر في صورة الاستفهام, فقال((لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ))؟
رفقا" به صلي الله عليه وسلم وشفقة" عليه بابي هو وامي , وتنويها" بقدره ومنصبه صلي الله عليه وسلم حين ابتغي مرضاة زوجاته بما يشق عليه, وذالك جريا" على ما الف من لطف الله بنبيه صلي الله عليه وسلم.
{ تَبْتَغِيَ } بذلك التحريم مرضاة أزواجك, وقوله { مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } هذا تصريح بأن الله قد غفر لرسوله، ورفع عنه اللوم، ورحمه، وصار ذلك التحريم الصادر منه، سببًا لشرع حكم عام لجميع الأمة، فقال تعالى حاكما حكما عاما في جميع الأيمان(6)
وكتبها/ابو عبد الرحمن حاتم بن محمد شلبي الفلازونى
يتبع ان شاء الله تفسير بيقية الاية مع الاية الثانية
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°
<p>(1)انظر:
الدر المنثور: 8 / 213.</p><p>(2) انظر: الطبري: 28 / 157،
ابن كثير: 4 / 387، الدر المنثور: 8 / 216-217 البغوى((8/159,160)), فتح
القدير للشوكانى.</p><p>(3) أخرجه البخاري في الطلاق، باب
(لم تحرم ما أحل الله لك) 9 / 374-375، ومسلم في الطلاق، باب وجوب الكفارة
على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق برقم (1474): 2 /
1101-1102.</p><p>(4) أخرجه البخاري في التفسير - تفسير سورة
التحريم - باب (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) 8 / 656، ومسلم في
الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق برقم: (1474) 2
/ 1100، والمصنف في شرح السنة: 9 / 226.</p><p>(5) أخرجه
البخاري في الطلاق، باب (لم تحرم ما أحل الله لك) 9 / 374.</p>(6)
انظر:المراجع السابقة لكتب التفسير واللفظ هنا للشوكانى في فتح
القدير<p> </p>
__________________
قال
البخاري رحمه الله :أفضل المسلمين رجل أحيا سنة من سنن الرسول صلى الله
عليه وسلم قد أميتت ، فاصبروا يا أصحاب السنن رحمكم الله فإنكم أقل الناس
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق