اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الأحد، 27 يونيو 2021

وفاة شيخنا العلامة المعمر عبدالرحمن بن سعد العياف رحمه الله


الشيخ عبدالرحمن بن سعد العياف رحمه الله

(1343_1442هـ)

 

  الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلىآله وصحبه ، القائل (إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه).

وبعد فقد بلغنى اليوم الثلاثاء 12 من شهر ذي القعدة لعام 1442هـ الموافق 22 من شهر يونيه لعام 2021م وفاة مجيزنا  بقية السلف وبقية أئمة الدعوة الإصلاحية، عالم الطائف وفقيهها ومسندها،شيخنا عبدالرحمن بن سعد بن محمد العيّاف الدوسري الودعاني ، رحمه الله تعالى عن عمر يناهز 99 عامًا هجرياً، حيث ولد شيخنا سنة  ١٣٤٣هـ ، وأخبرنا بخبر الوفاة الشيخ بدر بن طامي العتيبي فيما كتب به الينا عبر برنامج التواصل تويتر،وانتشر بعد ذلك  نبأ وفاة شيخنا الراحل عبر وسائل الاتصال الحديثة المختلفة  انتشارًا سريعًا كالبرق بين تلاميذه ومحبّيه فى مشارق الأرض ومغاربها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

والشيخ من خواص طلاب الشيخ العلامة الفقيه المحدث سليمان بن عبدالرحمن الحمدان المكي(1322 -  1397هـ) رحمه الله تعالى فقد تفقه عليه ، واشتدت ملازمته له وقرأ عليه الكثير من الكتب المطولة والمختصرة منها أول صحيح البخاري ، وصحيح مسلم كاملاً ، والروض المربع كاملاً من أوله إلى آخره قراءة بحث وتحقيق ، وكتاب التوحيد ، وشرحه فتح المجيد ، وغير ذلك من الكتب في فنون شتى من النحو والفرائض ونحوها . حتى أجازه الشيخ سليمان بن حمدان بالإجازة الحديثية ،وهو عمدته.

وكذا أجازه العلاّمة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل (1335- 1432هـ) ، والشيخ المفسر عبد القيوم بن زين الله الرحماني (1336 _ 1429هـ)   وغيرهم.

وقد كان شيخنا رحمه الله تعالى عالمًا متضلّعًا، وأسداً من أسودالتوحيد والسنة قائما بنصرتهما، شديداعلى أهل البدع والمنكرات ، محبًّا للعلم وأهله، و باذلا للعلم والتعليم والدعوة والنصح حتى آخر أيامه!

ورزقه الله تبارك وتعالى مزايا جمّة وخصائص كثيرة فذّة لا تجتمع في رجل واحد عادة؛ فكان يجمع مع الصلاح ، الزهد والورع ودماثة الخلق ، عاش متحليًا بالرفق والعطف على الكبار والصغار، يكثر من الدعاء لهم، مما جعل كثير من طلابه وتلاميذه حتى الذين أُجيزوا منه ولم يرزقوا لقاءه يحبونه حبا جماً

أخبرتنى إحدى طالباته التى لم تعرفه إلا من مدة غير بعيدة، وحضرت له بعض مجالسه الأخيرة عبر البث، وقد تأثرت جدا بوفاته، وقالت: ما تأثرت ولا تالمت  بفقد أحد بعد والدى مثل وفاة شيخنا عبدالرحمن ، وكيف لا والله يشهد أنه كان أبي بعد أبي.

والشيخ يسر الله لى زيارته من عشر سنوات، وقد دلنى على بيته ومسجده، بل ووافانى برقم هاتفه الشيخ عبدالله علاف، بل وهو أول من استجاز لى ولغيري منه مكاتبة وكانت بتاريخ 21 من شهر ذي الحجة لعام 1430هـ وقيدت بسجل الشيخ برقم (428) ، ثم منَّ الله على  بفضله ومنه وكرمه  لقائه بعد ذلك والسماع منه والقراءة عليه والإستجازة لى ولأهلى وأولادي، وقد فصلت هذه الرحلة فى #فسحة_أهل_الرواية وتكلمت عن كرمه وحسن استقباله وحفاوته رغم كبر سنه رحمه الله .

 ومن محبتي للشيخ وبري به رويت عنه فى غير رسالة، وجزء حديثي، أخرها فى #الْعُقُود_اللؤلؤية_مِنْ_الْأَرْبَعِينَ_الرَّمَضَانِيَّة  الحديث (21 منها )..

فإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون،

اللهم اغفر لشيخنا، وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله،  ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. 

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وتقبل منه أعماله الصالحة الطويلة، وأسكنه الفردوس الأعلي مع الأنبياء والصديقين ، والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

اللهم يًمِّن كتابه ، ويسّر حسابه، واجعله من عبادك المقربين، وألهم ذويه وأهلَه ومن يتعلق به ويحبه فيك ولاسيما أبناءه وطلابه ومحبيه  الصبرَ والسلوان، إنك بالإجابة جدير، ونعم المولى ونعم النصير.

وكتب / أبو عبدالرحمن #حاتم_بن_محمدشلبي الدمياطي

12 من شهر ذي القعدة لعام 1442هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق