اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

{2}:::::{{مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ }}


 

{2}:::::{{مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ }}
قلت والحديث عنه سيدور فى محورين:::
1_حكمه من حيث الصحة والضعف وكلام أهل العلم عليه 2_ معناه الصحيح الذي رجحه السلف وأقوالهم فيه
&&حكمه من حيث الصحة والضعف وكلام أهل العلم عليه
قلت (حاتم)البعض يرفع هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولايصح ذالك أبدا" بحال من الأحوال بل هو نقل عن أحد الصالحين .
قال النووي لما سئل عنه :ليس هو بثابت.أ.هـ (فتاوى النووي المسمى المسائل المنثورة ص178)
وسئل ابن حجر الهيثمي عنه فقال" لا أصل له ، وإنما يحكى من كلام يحيى بن معاذ الرازي الصوفي.أ.هـ (فتاويه ص289)

وقال ابن تيمية: " وَبَعْضُ النَّاسِ يَرْوِي هَذَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ هَذَا
مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَلَا يُعْرَفُ لَهُ
إسْنَادٌ " .أ.هـ
وقال السمعانى رحمه الله: لا يعرف مرفوعا".ونسبه إلى أبي سعيد الخراز.أ.هـ
(أسنى المطالب)
وقال الامام السيوطى رحمه الله فى القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه:
إن هذا الحديث ليس بصحيح ، وقد سئل عنه النووي في فتاويه فقال : إنه ليس بثابت ، وقال ابن تيمية : موضوع ، وقال الزركشي في الأحاديث المشتهرة : ذكر ابن السمعاني : إنه من كلام يحيى بن معاذ الرازي .أ.هـ (الحاوي للفتاوي ص288)

قال السخاوي في المقاصد الحسنة (رقم 1149)
" حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربه، قال أبو المظفر ابن السمعاني: في الكلام على التحسين والتقبيح العقلي من القواطع أنه لا يعرف مرفوعا، وإنما يحكى عن يحيى بن معاذ الرازي يعني من قوله، وكذا قال النووي: إنه ليس بثابت، وقيل في تأويله: من عرف نفسه بالحدوث عرف ربه بالقدم، ومن عرف نفسه بالفناء عرف ربه بالبقاء"أ.هـ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنةص657)
&&&معناه الصحيح الذي رجحه السلف وأقوالهم فيه
قلت والمعنى الصحيح له كما قرر كثير من السلف الصالح كما قال النووي في فتاويه : ليس هو بثابت (يقصد سند الحديث)؛ ولو ثبت كان معناه من عرف نفسه بالضعف والافتقار إِلى الله تعالى، والعبودية له، عرف ربه بالقوة، والقهر، والربوبية، والكمال المطلق، والصفات العليا.ومن عرف ربه بذلك كَلَّ لسانُه عن بلوغ حقيقة شكره، والثناءِ عليه كما ثبت في "صحيح مسلم" وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سبحانَك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". "والله أعلم".فتاوى النووي ص178

قال ابن حجر الهيثمى ::
يُحكى من كلام يحيى بن معاذ الرازي الصوفي.ومعناه: من عرف نفسه بالعجز والافتقار والتقصير والذلة والانكسار، عرف ربه بصفات الجلال والجمال على ما ينبغي لهما، فأدام مراقبته حتى يفتح له "باب" مشاهدته، فيكون من أخصائه الذين أفرغ عليهم سجال معرفته وألبسهم صوافيَ خِلافته. اهـ. من فتاويه ص 289

وقال الحافظ بن القيم رحمه الله :
فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده وكان أحب شيء إليه وأخوف شيء عنده وأرجاه له وهذا هو حقيقة العبودية والله المستعان.أ.هـ الفوائد

وفصل ذالك شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال::
يقال إنه " من عرف نفسه عرف ربه " من جهة الاعتبار ومن جهة المقابلة ومن جهة الامتناع .
فأما " الاعتبار " فإنه يعلم الإنسان أنه حي عليم قدير سميع بصير متكلم فيتوصل بذلك إلى أن يفهم ما أخبر الله به عن نفسه من أنه حي عليم قدير سميع بصير فإنه لو لم يتصور لهذه المعاني من نفسه ونظره إليه لم يمكن أن يفهم ما غاب عنه كما أنه لولا تصوره لما في الدنيا : من العسل واللبن [ ص: 296 ] والماء والخمر والحرير والذهب والفضة لما أمكنه أن يتصور ما أخبر به من ذلك من الغيب : لكن لا يلزم أن يكون الغيب مثل الشهادة فقد قال ابن عباس رضي الله عنه " ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء " .
فإن هذه الحقائق التي أخبر بها أنها في الجنة ليست مماثلة لهذه الموجودات في الدنيا بحيث يجوز على هذه ما يجوز على تلك ويجب لها ما يجب لها ويمتنع عليها ما يمتنع عليها وتكون مادتها مادتها وتستحيل استحالتها فإنا نعلم أن ماء الجنة لا يفسد ويأسن ولبنها لا يتغير طعمه وخمرها لا يصدع شاربها ولا ينزف عقله فإن ماءها ليس نابعا من تراب ولا نازلا من سحاب مثل ما في الدنيا ولبنها ليس مخلوقا من أنعام كما في الدنيا ; وأمثال ذلك ; فإذا كان ذلك المخلوق يوافق ذلك المخلوق في الاسم ; وبينهما قدر مشترك وتشابه ; علم به معنى ما خوطبنا به مع أن الحقيقة ليست مثل الحقيقة فالخالق جل جلاله أبعد عن مماثلة مخلوقاته مما في الجنة لما في الدنيا .
فإذا وصف نفسه بأنه حي عليم سميع بصير قدير ; لم يلزم أن يكون مماثلا لخلقه إذ كان بعدها عن مماثلة خلقه أعظم من بعد مماثلة كل مخلوق لكل مخلوق وكل واحد من صغار الحيوان لها حياة وقوة وعمل وليست مماثلة للملائكة المخلوقين ; فكيف يماثل رب العالمين شيئا من المخلوقين .

والله سبحانه وتعالى سمى نفسه وصفاته بأسماء وسمى بها بعض المخلوقات فسمى نفسه حيا عليما سميعا بصيرا عزيزا جبارا متكبرا [ ص: 297 ] ملكا رءوفا رحيما ; وسمى بعض عباده عليما وبعضهم حليما وبعضهم رءوفا رحيما ; وبعضهم سميعا بصيرا ; وبعضهم ملكا ; وبعضهم عزيزا ; وبعضهم جبارا متكبرا . ومعلوم أنه ليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم ولا السميع كالسميع ; وهكذا في سائر الأسماء ; قال سبحانه وتعالى : { إن الله كان عليما حكيما } وقال : { وبشروه بغلام عليم } وقال : { إنه كان حليما غفورا } وقال : { فبشرناه بغلام حليم } وقال : { إن الله بالناس لرءوف رحيم } وقال : { بالمؤمنين رءوف رحيم } وقال : { إن الله كان سميعا بصيرا } وقال تعالى : { أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا } وكذلك سائر ما ذكر ; لكن الإنسان يعتبر بما عرفه ما لم يعرفه . ولولا ذلك لانسدت عليه طرق المعارف للأمور الغائبة .
وأما من جهة " المقابلة " فيقال : من عرف نفسه بالعبودية عرف ربه بالربوبية ومن عرف نفسه بالفقر عرف ربه بالغنى ومن عرف نفسه بالعجز عرف ربه بالقدرة ومن عرف نفسه بالجهل عرف ربه بالعلم ومن عرف نفسه بالذل عرف ربه بالعز وهكذا أمثال ذلك لأن العبد ليس له من نفسه إلا العدم وصفات النقص كلها ترجع إلى العدم وأما الرب تعالى فله صفات الكمال وهي من لوازم ذاته يمتنع انفكاكه عن صفات الكمال أزلا وأبدا ويمتنع عدمها لأنه واجب الوجود أزلا وأبدا وصفات كماله من لوازم ذاته ويمتنع ارتفاع اللازم إلا بارتفاع الملزوم فلا يعد شيء من صفات كماله إلا بعد ذاته [ ص: 298 ] وذاته يمتنع عليها العدم فيمتنع على شيء من صفات كماله العدم .
وأما من جهة " العجز والامتناع " فإنه يقال : إذا كانت نفس الإنسان التي هي أقرب الأشياء إليه بل هي هويته وهو لا يعرف كيفيتها ولا يحيط علما بحقيقتها فالخالق جل جلاله أولى أن لا يعلم العبد كيفيته ولا يحيط علما بحقيقته ولهذا قال أفضل الخلق وأعلمهم بربه صلى الله عليه وسلم { اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك } وثبت في صحيح مسلم وغيره : أنه كان يقول هذا في سجوده . وقد روى الترمذي وغيره : أنه كان يقوله في قنوت الوتر " وإن كان في هذا الحديث نظر فالأول صحيح ثابت . أ.هــ
مجموع الفتاوى م9ص 271 الى 298

قلت وأنظر رسالة القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه للسيوطى رحمه الله فقد عرض الاقوال فيه وفصل وهى ضمن الحاوى للفتاوى كماذكرنا انفا.
هذا والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق