اخر اخبارالموقع
أحدث المواضيع

ابحث فى الموقع

السبت، 3 ديسمبر 2022

ترجمة شيخنا المجيز إبراهيم بن الحافظ عبد الستار المدارسي الهندي

 *ترجمةالشیخ المدراسي رحمہ اللہ*
*(١٣٣٩ه‍ـ-١٤٤١ه‍ـ)*

            
 *اسمه:*
 هو شيخنا المجيز إبراهيم بن الحافظ عبد الستار بن إبراهيم لبَّي والا(لبَّي والا:الذي يكرم الضيوف) راؤتر البرنجفورمي المدراسي النوري الأنوري القاسمي الحنفي رحمه الله وغفر له.
 *ولادته:*


ولد شيخنا كما بخط أبيه في بيته يوم الجمعة ١٦/صفر المظفر سنة١٣٣٩ه‍ـ ظهراً في الساعة الواحدة وخمساً وأربعين دقيقة وهو التاسع لأبيه، وأخوه إسماعيل ولد ليلة الجمعة في ٢٠ شعبان سنة ١٣٤٤ه‍ـ الساعة الحادية عشرة وهو الولد العاشر.
 *دراسته:*
 أول أستاذ له: والده الحافظ عبد الستار، الذي لم يكن عالماً، إنما طالب العلم مدة، و درس فيها بعض الكتب: الفقه والنحو والصرف فقط.
حفظ شيخنا-رحمه الله- عند والده اثني عشر جزءاً من القرآن الكريم، لكن لم يتيسر له أن يكمل الحفظ عليه؛ لوفاته! (فأكمله بعد مدة في مدرسة دار الحفاظ بـ وانم باري على الشيخ القارئ محمَّد طيب رحمه الله)، ثم بدأ يَدرُس بعض الكتب الفارسية، وبعض كتب النحو والصرف على الشيخ بخاري حضرت، فدرَس عليه گلستاں و بوستاں، ويوسف زلیخا، ونحو مير وصرف مير.. وغيرها، ثم درَس سنتين في "مدرسه لطيفيه" الواقعة في ويلور. ودرس هناك بعض الكتب بالفارسية والعربية.
*التحاقه بجامعة الباقيات الصالحات:*                                                                              
 ثم التحق بـ جامعة الباقيات الصالحات بـ ويلور، ودرس فيها على الشيخ ضياء الدين أماني حضرت وغيره كتبَ الفقه وأصوله والتفسير وغيرها، وقرأ فيها - أيضاً - مشكاة المصابيح  على الشيخ سعيد الميل وشارمي، ثم غادر المدرسة شيخه ووالد زوجة أخيه أبي السعود الشيخ ضياء الدين أماني لظروف طارئة إلى مدرسة النور المحمدي الواقعة بـ بدكّدي - تأسست سنة ١٣٣٤ه‍ـ - فذهب معه بعض الطلاب، منهم ضياء الدين بن الشيخ عبد الوهاب الويلوري وشيخنا محمد إبراهيم وغيرهما.. فدرس شيخنا فيها على شيوخها، وخاصة على الشيخ ضياء الدين أماني حضرت، فقرأ عليه فيها غالب كتب المنطق والفلسفة والحديث، وتخرج شيخنا بمدرسة النور المحمدي يوم السبت أول جمادى الآخرة سنة ١٣٦٢ه‍ـ الموافق ٥ حزيران سنة ١٩٤٣م، ونال شهادتها، وكانت تحمل الرقم: (١٨٣). ووقع علي شهادته الشيوخ: ضياء الدين أحمد أماني والحافظ عبد الرحمن والحافظ محمد داود النوري وخان محمد وعبد الشكور (ناظر المدرسة).
 قلت: كتب الشيخ عبد الشكور ناظر مدرسة النور المحمدي في الشهادة:
 "...... وكان أهلاً للإجازة.......فأعطيناه السند داعين له البركة من الله المجيب الرحيم، وأجزناه للوعظ والإفتاء وتعليم كتب المعقول والمنقول والفروع والأصول.. كما أجازنا شيوخنا الأساتذة- أطال الله علينا بركاتهم وأفاض علينا فيوضاتهم -؛ خصوصاً: الحاج الحافظ شيخ الشيوخ العارف بالله، زين العلماء بحر الحقائق وكنز الدقائق مولانا المولوي محمد عبد الكريم (قبله)... إلخ"
 هذه الكلمات تدل على أنه قد أجاز شيخَنا جميع من وقَّع على الشهادة.
   *وقلت 😘 *بعد التفتيش الكثير والتفحيص الكبير وصلت إلى أن شيخ الشيوخ عبد الكريم قِبله كان من تلاميذ الشيخ مجدد الجنوب عبد الوهاب الويلوري المشهور بـ أعلى حضرت الويلوري رحمه الله، وهو(عبد الكريم) مؤسس مدرسة النور المحمدي، رحمهم الله رحمة الأبرار.*
  وأما غيره من الموقِّعين فالشيخ ضياء الدين أماني (صدر المدرسين) هو ضياء الدين أحمد بن الحاج عبد الرحيم بن الحاج بهاء الدين أحمد بن محمد راج بن محمد حيدر بن عبد القادر المعروف بـ (أماني حضرت)، ولد في يوم الأحد ٧/محرم سنة ١٣١١ه‍ـ الموافق ٢٣ يوليو سنة ١٨٩٣م، وقرأ أكثر كتب الحديث والتصوف على باني الجامعة عبد الوهاب بن عبد القادر المعروف بأعلى حضرت؛ شمس العلماء المدراسي الوَيْلوري، وألَّف أماني حضرت أربعة عشر كتابًا في العربية، وأحد عشر كتابًا بالفارسية، وكتابًا واحدًا بالأوردية.
وكان من تلاميذ أعلى حضرت عبدالوهاب الويلوري: الراوي عن البشاوري عن الشاه إسحاق الدهلوي رحمهم الله.
   وأنه بايع على يد الشيخ أشرف علي التهانوي، وأجازه في السلوك الشيخ سعيد الباقَوي الكِيرْنُوري (تلميذ التهانوي) رحمهم الله.
   وتوفي في ٩/أغسطس سنة ١٩٦٤م.
 والشيوخ الذين وقعوا على الشهادة هم: عبد الشكور ومحمد داود وعبد الرحمن وخان محمد، وهو من تلاميذ عبد الكريم قِبله، وهو يروي عن عبد الوهاب الويلوري رحمهم اللہ.
 *رحلته إلى دابهيل:*                  
 ثم في شهر شوال من سنة ١٣٦٢ه‍ـ سافر إلى الجامعة الإسلامية الواقعة في دابهيل سِملك من مضافات سورت، كجرات، فدرس فيها إلى شهر شعبان من سنة ١٣٦٣ه‍ـ، قرأ فيها: الكتب الستة والموطأين وشمائل النبي للترمذي وشرح معاني الآثار للطحاوي وتفسير البيضاوي، ونال شهادتها - ورقمها 289 – ووقع عليها الأساتذة: شبير أحمد العثماني ومحمود حسن، وعبد المنان، وإسماعيل، وعبد الجبار، وأحمد نور، وعبد المنان وعبد العزيز ومحمد يحيى الصديقي وعلي أحمد.
 وممن وقع على شهادة دابهيل: شبير أحمد العثماني؛ وهو مشهور من تلاميذ شيخ الهند.
  وأما عبد الجبار؛ فهو: عبد الجبار بن الحاج عبد الرشيد الأعظمي - رحمه الله(١٩٠٧م-١٩٨٩م)، وهو صاحب كتاب: إمداد الباري شرح صحيح البخاري، ومن تلاميذ الشيخ زكريا الكاندهلوي - رحمه الله.
  وأما عبد العزيز؛ فهو: عبد العزيز الكيملبوري من تلاميذ الكشميري، وترجمته في كتاب"علماء کیمل بور". وأما إسماعيل؛ فهو: الشيخ إسماعيل بن محمد بسم الله - رحمه الله من تلاميذ العلامة الكشميري رحمه الله.
 وأما الشيخ علي أحمد؛ فهو: علي أحمد بن محمد رضا الفاروقي الكوريا باري السراي ميري، وهو من تلاميذ الشيخ شبير أحمد العثماني، وأنه ألف دروسه لصحيح مسلم رحمهما الله، وترجمته في كتاب"تذکرۂ علمائے اعظم گڑھ".
وأما الشيخ محمد يحيى الصديقي- التهانوي-؛ فكان قد تبنّاه الشيخ شبير أحمد العثماني؛ لأنه ماكان للشيخ العثماني ولد، ثم انتقل إلى باكستان وتوفي بها، وأولاده الآن يعيشون في كَنَدا.
 وأما محمود حسن؛ فهو: محمود حسن الكياوي البهاري؛ من تلاميذ الكشميري كما في مقدمة أنوار الباري لأحمد رضا البجنوري.
 وأما الشیخ أحمد نور؛ فھو: أحمد نور البشاوري - رحمہ اللہ، وترجمتہ في رشدوہدایت کے منار، وذکر صالحین.
 وأما عبد المنان؛ فلم أقف له على ترجمة.
وأخبرنا شيخنا المدراسي أنه قرأ في دابهيل - أيضاً - على العلامة إبراهيم البلياوي (وهو صادق فيما قال؛ لأن العلامة البلياوي-رحمه الله- درَّس في دابهيل أشهراً في نفس السنة التي تخرج فيها الشيخ).
*رحلته إلى لاهور:*                
 بعد ذلك سافر (مباشرة) إلى لاهور في باكستان، حيث مدرسة قاسم العلوم المتعلقة بجمعية خدام الدين، فحصَّل على سند تفسير القرآن بتاريخ ١٩ ذي القعدة ١٣٦٣ه‍ـ ، وكان بتوقيع الأساتذة: محمَّد أنور شاه، وشبير أحمد العثماني الديوبندي، وحسين أحمد - هو المدني -، وأحمد علي اللاهوري.
 أقول: توقيعات الشيوخ: أنور شاه وحسين أحمد و شبير أحمد العثماني على هذه الشهادة للبركة ليست للإجازة؛ لأن أنور شاه الكشميري توفي سنة ١٣٥٢ه‍ـ، وهذه شهادة عام ١٣٦٣ه‍ـ، فلا یمکن أن یکون من مجيزيه، وليس توقيعه هذا بيده، إنما هو الختم! وكذلك توقيع الشيخين حسين أحمد والعثماني كان بالختم.
وقد أفادني بهذا: الشيخ زاهد الراشدي بن الشيخ سرفراز خان صفدر حفظه الله.
  هذا وزامله في هذه الدراسة شيخنا الأديب عبد الرحمن بن عبد اللطيف المتخلص بـ أبو البيان حماد حفظه الله ورعاه.
 *رحلته إلی دیوبند:*        
  هذا وفي ٢٠/شعبان سنة ١٣٦٤ه‍ـ استجاز من الشيخ العلامة محمد إدريس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي (١٣١٧-١٣٩٤ه‍ـ) صاحب التعليق الصبيح، فأجازه عامة عن شيخيه خليل أحمد السهارنفوري ومحمد أنور شاه الكشميري، وهو يروي عن أبيه، عن علي بن ظاهر الوتري.
وأخبرنا شيخنا أنه قرأ على مولانا محمد إدريس بعض تفسيري البيضاوي وابن كثير.
 وظهر عندي أنه قرأ البخاري على الشيخين ضياء الدين أماني وشبير أحمد العثماني-رحمهما الله- ودرس بعض البخاري أيضاً على مجيزه الشيخ علي أحمد الفاروقي؛ لأن الشيخ العثماني كان يجعله خلفاً عنه في الدرس حينما يكون مسافراً، وأنه(علي أحمد) لم يدرّس في دابهيل إلا من صفر سنة ١٣٦٣هـ إلى شعبان منها، وهذا مکتوب في تاريخ دابهيل، ولا أعرف بالضبط مسموعاته على شيوخه؛ لأن هذا يحتاج إلى البحث الحثيث والتحقيق بالتدقيق، ولعل الله ييسره في المستقبل القريب (إن شاءالله تعالى).
 ھذا وإن شیخنا سمع على الشيخ زكريا الكاندهلوي الرسائل الثلاث عدة مرات وأجازه، وكانت له علاقة راسخة به.
 *وفیما أظن أنه أکمل دورۃ الحدیث في دیوبند أیضاً - واللہ أعلم وعلمہ أتم. (على كل حال أنا قدمت الطلب إلى دار العلوم ديوبند لإخراج سنده من دورة الحديث، ومازلت منتظر الجواب، فإن حصل شيء فيما بعد - إن شاء الله- نشرته مخبراً).*
    *سماعہ على الشيخ الأمروهي رحمه الله:*
إن الشيخ الأمروهي كان في دابهيل ثلاثة أشهر سنة تخرج شيخنا المترجم فإن ثبت تدريسه طلبةَ دورة الحديث هذه السنة فيثبت سماعه عليه شيئاً من الأحاديث والله أعلم.
   *سماعہ علی الشیخ الکشمیري رحمہ الله 😘                          
 كان شيخنا يقول مصراًّ:سمعت بعض البخاري و الترمذي على العلامةأنور شاه الكشميري -رحمه الله-ولكن لا يثبت هذا أصلاً؛ لأنه كان يدَّعي تتلمذه عليه في دابهيل، وكانت سنة تخرجه من دابهيل ١٣٦٣ه‍ـ - وشهادة تخرجه موجودة - وقد توفي الكشميري سنة ١٣٥٢ه‍ـ.
*سماعه على الشيخ عبيد الله السندي رحمہ اللہ:*                        
 كان شيخنا يقول: - أيضاً - أنه سمع الكتب الخمسة: ( البدور البازغة وحجة الله البالغة والإفاضات اليومية والخير الكثير والأسماء الحسنى) على السندي في ديوبند! وهذا لا يثبت أيضاً (لا في دابهيل، ولا ديوبند ولا لاهور)؛ لأن شيخنا كان في مدرسة النور المحمدي تامل نادو إلى جمادى الآخرة سنة ١٣٦٢ه‍ـ، وكان في دابهيل من شوال سنة١٣٦٢ه‍ـ إلى شعبان سنة ١٣٦٣ه‍ـ، ثم ذهب مباشرة إلى لاهور وبقي هناك شهرين (إلى ذي القعدة)، ثم ذهب إلى ديوبند ودرس على الشيخ إدريس الكاندهلوي واستجازه.
هذا وفي ترجمة السندي أنه قضى أيامه الأخيرة مرة في دلهي، وأخرى في لاهور.. ومات يوم الاثنين في الثاني أو الثالث من رمضان سنة ١٣٦٣ه‍ـ، الموافق لـ ٢١/آب ١٩٤٤م ودفن في قرية دين فور (من توابع بهاولبور) .
  *ولما كان وجود شيخنا في شهر شعبان في دابهيل، وكانت قراءته على السندي المتوفى أول رمضان.. فارقة بمدة شهرين ونصف (مع الشيخين محمد طيب وحسين أحمد)كما أخبر.. مستحيلة!! فلا يثبت سماعه عليه في لاهور،والله أعلم بحقائق الأمور.*
  هذا ومن جمادى الآخرى إلى شوال مدة أربعة أشهر تقريباً، وهذه المدة كان فيها السندي في دلهي كما يظهر من ترجمته في عدة كتب بالأردية (بیس بڑے مسلمان و مولانا عبید اللہ سندھی کے علوم و افکار و تاریخ دار العلوم دیوبند ومشاہیر علماء دار العلوم دیوبند.. وغيرها)، ولكن الشيخ المترجَم لم يذهب إلى دلهي في هذه المدة كما قال: إنه ذهب إلى دابهيل من موطنه ورنجفور، ولم يذكر أبداً دراسته في دلهي.
*ولا يثبت سماعه على  السندي في دابهيل أيضاً؛ لأن إقبال السندي ثابت في دابهيل سنة ١٣٦٠ه‍ـ؛ وهي سنة تخرج الشيخ أحمد علي السورتي اللاجبوري، وهو الذي قرأ عليه أول حجة الله البالغة.* وشيخنا المترجَم درَس فيها سنة واحدة وتخرج سنة ١٣٦٣ه‍ـ.
 *ولا يثبت سماعه عليه في ديوبند؛  لأنه ذهب إلى ديوبند بعد وفاة السندي (في بهاولبور) كما تبين من وثائقه وشهاداته.*
 *وقال لي الشيخ محمَّد أبو بكر القاسمي، وهو من لازم شيخنا أيام صحته سنوات (في الحضر والسفر): إن الشيخ لم يذكر الأخذ عن الكشميري والسندي أصلاً!*، ولا يعتبر ما قاله شيخنا في آخر عمره. وأضاف الشيخ أبو بكر قائلاً: إن شيخنا ذكر في الكبر عن نفسه أشياء لا نعتبرها؛ لأن ذاكرته تأثرت جداً.
قلتُ: صدق؛ لأنه قال لي مرة: حضرت مجلس ختم البخاري لشيخ الهند وتتلمذت على الشاه ولي الله الدهلوي ولقيت حاكم الهند (مہاتما گاندھی )، وتجولت معه في أقطار الهند وكذا وكذا..!!
على كل حال إن ما يذكره الشيخ فيه غرائب شديدة وأمور لا تجيء أبداً تاريخياً، وإن مثله يكتفي بما ثبت له مكتوباً في شهاداته.
 *عطاؤه:*
 بعد الانتهاء من دراسته أسس مدارس في مناطق مختلفة ودرَّس فيها ولم يغنه تدريسه عن الاشتغال بالتبليغ والخروج مع جماعة الدعوة والتبليغ، فسافر للدعوة والتبليغ إلى بلاد كثيرة، وأسلم على يديه الكثر.. تقبل الله جهوده للإسلام والمسلمين ورضي عنه.
*تأسيسه للمدارس:*                   
 بعد التخرج من دار العلوم، ديوبند أسس مدرسة مدينة العلوم في "ميل وشارم" وحَفِظ فيها القرآن الشيخُ أشرف علي القاسمي-رحمه الله- وغيره من الكبار، وكذلك أسس مدرسة منبع الحسنات بها، ثم أسّس مدرسة "دار الحفاظ" في منطقته"ورنجفورم"، ثم أسّس دار العلوم صديقيه بـ ميسور، ودرَّس فيها عشر سنوات، ثم عزلوه عنها، فذهب إلى الشيخين(حضرت جي) إنعام الحسن والشيخ زكريا الكاندهلوي -رحمهما الله- فذكر لهما القصة، فقالا له: "لن يضيعك الله أبداً"، وبعد ذلك بسنة ذهب إلى "كيانكلم"بـ مليبار وأسس هناك مدرسة حسنية.
ولشيخنا دور كبير في نشر علوم القرآن والسنة في مليبار، فهو الذي أسس مسجد النور ومدرسة النور في منطقة يرناكلم(في مليبار)، وبعد ذلك أسس مدرسة خداداد"(خداداد:عطية ربانية) في منطقة " برنامبت".
*حضوره في دورة ختم سنن الإمام الترمذي في أكل كوا:*
 وانتشر خبره جداً قبل وفاته بسنة ونصف، وذلك حين استضافته جامعة إشاعة العلوم (أكل كوا) في آخر يوم لدورة ختم الترمذي - وكان هذا بسعيي وتنسيقي ولله الحمد - وأسمعَ الحضور الأولية وقُرئ عليه بعض الترمذي والسنبلية والشمائل وأجاز الحضور رحمه الله ورضي عنه.
*رحلته للحرمين زادهما الله عزاً وشرفاً:*     
 هذا وقد سافر من طريقي في رمضان الماضي(١٤٤٠ه‍ـ) إلى الحرمين ملبياً دعوة الأخ المعتني بالرواية أبي عبيدة آل حرحش وأصحابه، وقد قرؤوا عليه في هذه الزيارة: سنن الترمذي وحجة الله البالغة.. وغيرها من الكتب والأجزاء، وأجازهم. وسمعت معهم مجلساً أو مجلسين عبر البث المباشر -ولله الحمد والمنة-، ثم  رجع شيخنا من هذه السفرة سالماً غانماً إلى منزله.
*كيف وصلت إلى الشيخ المترجَم رحمه الله:*
سافرتُ إلى مدراس في أواخر سنة ٢٠١٧م، ودُللتُ إلى شيوخ كثر، وكان منهم شيخنا إبراهيم المدراسي - رحمه الله - وكانت قصة اكتشافه عجيبة! وهي قصة لن أنساها أبداً، وهي:
كنتُ في مدرسة وصية العلوم، بـ برنامبت قرب عمر آباد، ولقيتُ شيوخاً بها، وحينما خرجتُ منها قابلت طالباً اسمه:عبد الرحمن -سلمه الله-كان يدرُس فيها، فسألته: هل تعرف أحداً معمراً من هذه المنطقة، فقال: لايوجد هنا، ولكن يوجد شيخ في قرية "برنجفرم" قريبة من هنا، واسمه إبراهيم وعمره أكثر من ١٠٠ وذكر أشياء كثيرة، حثتْني على لقائه (وقع هذا في ١٠/١/٢٠١٧)، فتحركنا فوراً للقاء الشيخ راكبَين على الدراجة حتى وصلنا إلى الشيخ، وبعد محادثة طويلة.. قرأت عليه أطراف الكتب، وسمعهاصاحبي الأخ الفاضل محمَّد الشعار، وأجازنا خطاً وكتابة ولله الحمد.
- وأنبه إلى أني كنت أستطيع أن أخبأه، ولكن لم أفعله كي لا يلزمني كتمان العلم، ولكن الآن علمتني الحياة: العمل بحديث« استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان» والله المستعان.
*مسموعاتي عليه:*            
 سمعتُ منه حديث الرحمة المسلسل بالأولية،ثم قرأت عليه أوائل الكتب الستة والموطأ بروايتَي الليثي والشيباني، ثم سمعت عليه الحديث الأول بتمامه من تساعيات الحافظ علاء الدين ابن العطار الدمشقي، وأجاز لفظًا وكتابةبحمد الله، وذلك ظهر يوم الثلاثاء ١٢/ربيع الآخر سنة ١٤٣٨ه‍، وسمع ھذا کلہ الأخ الفاضل الحبیب محمَّد الشعار - حفظہ اللہ.
 وقرأت عليه جميع الأوائل السنبلية في مجلس واحد ضحى السبت ٢٥/ذي الحجة ١٤٣٨ه‍ـ، وقرأت عليه طرفي صحيح الإمام البخاري وثلاثياته وهي اثنان وعشرون حديثًا، والباب الأول من صحيح الإمام مسلم وطرفه الأخير من قول الإمام مسلم: حدثنا عمرو بن زرارة، وحديث أبي ذر رضي الله عنه.. والباب الأول والأخير من سنن الإمام أبي داود، والباب الأول من سنن الإمام الترمذي، ثم حديث أبي هريرة رضي الله عنه آخره، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: « قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية.. » الحديث، ثم ثلاثيه، والباب الأول والأخير من سنن الإمام النسائي، والباب الأول من سنن الإمام ابن ماجه، ثم آخره، وهو: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:« من سأل الجنة.. » الحديث، وحديث أبي هريرة:« ما منكم من أحد إلا له منزلان.. » الحديث، ثم ثلاثياته وعدتها خمسة، وطرفا موطأ الإمام مالك (برواية الليثي) ومسندي الإمامين: أحمد والدارمي، وثلاثيات الأخير، وعدتها خمسة عشر.. وكانت القراءة في مجلس واحد ضحى يوم الاثنين ٢٧ ذي الحجة ١٤٣٨ه‍ـ، وشارکني في ھذا المجلس الأخ محمَّد الشعار بالبث المباشر.
 كما سمعت من لفظه الحديث المسلسل بالأولية، وسمعت عليه بعض الترمذي وكامل الشمائل المحمدية للترمذي والأوائل السنبلية كاملة في آخر يوم لختم سنن الإمام الترمذي في جامعة إشاعة العلوم ( أكل كوا) بقراءة شيخنا الفاضل أحمد عاشور -حفظه الله- وهذا في ٣ من ربيع الأول ١٤٣٨ه‍ـ.
 وسمعت علیه أیضاً بعض الأحادیث وأول تفسیر الجلالین وبعض تاريخ علماء سمرقند في مستراحہ في (أکل کوا) وشارکني في ھذا المجلس المبارک أخي الحبيب اللبیب إسماعیل الکوثر حفظه اللہ.
وكذالك سمعت من لفظه الأولية، وقرأت عليه السنبلية كاملة، وثلاثيات صحيح البخاري، ومقدمة فتح الملهم للشيخ شبير أحمد العثماني، وأول كتاب العقيدة للشاه ولي الله الدهلوي -رحمهم الله- في ١/شعبان المعظم/١٤٤٠ه‍ـ، وشاركني في هذا المجلس عدد من المعتنين الأفاضل أمثال: الشيخ التويجري وعمار العيسى وأبو عبيدة آل حرحش وغيرهم.
 وسمعت عليه بالبث المباشر في مجالس المدينة المنورة "الشمائل" من باب شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الكتاب مع فوت" باب صوم رسول الله" إلى "باب قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكذلك سمعت منه باب في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت عليه من كتاب حجة الله البالغة"باب اختلاف الناس في جبلتهم إلى باب التوحيد، ومن أول كتاب سنن الترمذي إلى" باب ما جاء كَم فرض الله على عباده من الصلوات" مع فوت "باب في إسباغ الوضوء" إلى أبواب الصلاة ومع فوت "باب ما جاء أن الإقامة مثنى مثنى" إلى "باب ما جاء في التثويب بعد الفجر"، وكذلك سمعت من أبواب الزكاة إلى باب ما جاء في الاعتكاف، وكذلك سمعت عليه نخبة الفكر والورقات ووصية الألبيري في طلب العلم والزهد ومنظومة السخاوي ومنظومة الطيبي في التجويد مع فوت يسير (غير مقيد) ولله الحمد، وأجازني بما قرأت عليه خاصة وبما تجوز له روايته عامة عدة مرات، وهذا بين العشر الأخير من رمضان وشوال من سنۃ١٤٤٠ه‍ـ.
    *إجازته لبعض الإخوة:*
أجاز شيخنا بطلبي على استدعاء الشيخ المفضال زياد التكلة حفظه الله.
وكذلك أجاز الإخوة الشيوخ الأكارم: أخي الشقيق محسن بن يوسف الفلاحي ونظام اليعقوبي ومحمد أيوب العلي الدمشقي وعبد الله العبدلي وأبو الغادية أحمد بن توفيق اللبناني وإسماعيل بن يوسف الكوثر الفلاحي وغيرهم ولله الحمد والمنة.
*أولاده:*
 لشيخنا من الأولاد اثنا عشر، هم: شفاعة النساء ومحصنة وهاجرة و ناصرة وحسين أحمد وإسحاق وزينب بدرية وراشدة ويعقوب وأمة الباقي وأمة الآخر وجائزة.
منهم خمسة أحياء: واحد من الذكور : يعقوب، وأربعة من الإناث وهن: هاجره وراشده وجائزه وأمة الباقي حفظهن الله ورعاهن.
*بعض أوصافه وأحواله:*                     
 كان شيخنا كريماً مضيافاً مغرماً بالكتب، وجدته يطالع الكتب دائماً، وكان يحبني جداً، ومع كبر سنه كان يعرفني في أول نظرة، واكتشفته قبل سنتين ونصف تقريباً، في رحلتي لمدراس، وأقول: إني لم أقرأ عليه كثيراً لثقل سماعه - وبعد ذلك ذاع صيته وانتشر خبره واستجازه كثير من الإخوة وكان سهلاً في الإجازة، وهو -رحمه الله- أفنى عمره في التدريس والتبليغ ودعوة الناس إلى  الإسلام، وشرفه الله تعالى بأن عدداً من الهندوس أسلم على يديه، وسافر لدعوة الناس إلى الإسلام إلى إفريقيا، وأمريكا ومصر والأردن والعراق وإنجلترا والحرمين الشريفين مراراً.
 وقال مرة: ضللت السبيل مرة في بيداء الطائف فدلّني الغضنفر على سواء السبيل، وظهرت منه مثل هذا كرامات كثيرة.
 رأيته في المنام ليلة وفاته (قبل أن يدفن)"بأني جالس على يديه وأقرأ عليه شيئاً، حتى اضطجع على الأرض كأنه مات" وهذه إشارة إلى اشتغاله بالعلم وحسن خاتمته إن شاء الله.
 وكان يواظب على قيام الليل في الحضر والسفر وعلى تلاوة القرآن ومطالعة الكتب صباح مساء، وكانت له أوراد ووظائف كان يلتزمها.
 وكانت لشيخنا عدة أخوات، منهن: "رميزه بي" ، كان لها دور كبير في تعليم النساء القرآن ومبادئ الإسلام، توفيت في مكة المكرمة رحمها الله.
 وحينما كان يتعلم في ديوبند فلم يكن عنده إلا قميص طويل قديم (يسمى بـ شيرواني) فكان يلبسه دائماً في الصيف والشتاء والمطر (وهذا(شيرواني) لباس من عنده مال) كان شيخنا يقول: أنا مصداق مَثل: "اوپر شیروانی اندر پریشانی " (أي:في الظاهر يسر وفي الداخل عسر).
أفادني به تلميذه ومصاحبه وملازمه الشيخ أبو بكر بن محمد زكريا بن محمد قاسم القاسمي حفظه الله.
 قال له الشيخ سعيد أحمد خان-أمير جماعة الدعوة والتبليغ بالحجاز -رحمه الله-: يا إبراهيم أعطني حسنة واحدة لك أُعطك حسناتي كلها، فسأل ما هي؟ فقال: أعطني الحج الذي قمتَ به محرماً من العراق مغتسلاً من بير أيوب -عليه السلام-.وهذه أفادني بها تلميذه ومصاحبه وملازمه الشيخ أبو بكر بن محمد زكريا بن محمد قاسم القاسمي حفظه الله.
*بشائرہ:*
 رأى شيخُنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنام قبل خمسين سنة تقريباً فأراد أن يصافحه ولكن كانت يده اليسرى نجسة، فطرح النجس على الأرض وتقدم يصافحه وصافح سيدَنا ومولانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيد واحدة. ثم سأل شيخَه المحدث محمَّد زكريا الكاندهلوي -رحمه الله- عن تأويل هذه الرؤيا، فقال: سيأتي إليك الكثير من متاع الدنيا، ولكن لن تعتني به وستؤثر الآخرة على الدنيا.
 "رأى شيخُنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وسادتنا الخلفاء الأربعة وسيدنا أبا ذر الغفاري-رضي الله عنهم أجمعين- في المنام قبل سنوات، وكان فيه : أن سيدنا أبا ذر الغفاري-رضي الله عنه- يحدق إليه بعينيه، فسأله شيخنا-رحمه الله- لماذا تنظر إليَّ هكذا؟
فأجاب عنه سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: إن تزهد في الدنيا لن ينظر إليك". وحينما استيقظ - بعد هذه الرؤيا - تصدّق بكلَّ ما عنده رحمه الله.
 *وفاته:*
 وقبل شهر ونصف من وفاته مرض مرضاً جعل منه لا يأكل شيئاً، إنما يعيش على المشروب فقط، وكان يحب شرب زمزم وزيارة المدينة المنورة في آخر أيام حياته، وإذا قابله أحد يدعو له ويطلب منه الدعاء لحسن الخاتمة، ولقيه أحد محبيه قبل وفاته بيومين، فقال له: سأموت بعد يومين! وكان كما قال، فقد حقق الله كلامه - رحمه الله رحمة الأبرار.
من لطيف مايذكر: رغبته القوية (جداً) في سماع القرآن قبل وفاته بيومين، فوضع له أقرباؤه جهازاً - بالقرب منه - يتلو القرآن، فكان يسمع منه إلى عدة سور، كالبقرة ويس والواقعة والرحمن، كما سمعها ذاتها في يوم وفاته، وكانت الآيات تتلى من الصباح إلى المساء.
وبعد عصر يوم ٩ محرم الحرام من سنة ١٤٤١ه‍ـ، والموافق ٩/سبتمبر/٢٠١٩م تغير حاله واضطرب، فأتته ابنته أَمَة الباقي، فأمرها أن تخرج من الحجرة وقال لها: انظري إلى هذا ولم يكن هناك أحد (لعلہ ملک الموت)، ثم خرجت ابنته من الحجرة، فتسارعت أنفاسه وفاضت روحه،بعد المغرب، في الساعة السابعة تقريباً.
وكان في ذلك الوقت يسمع القرآن ويقرأه، ولم يشعر بأذى عند خروج الروح - وصلى عليه الشيخ لطف الله بن الشيخ أبي السعود الرشادي، وحضر -حفظه الله-في العاشر من محرم الحرام بعد صلاة الظهر- وحضر  جنازته جموع غفيرة من الخاصة والعامة ودفن في مقبرة قريته "بِرِنْجفُرم" بجوار المسجد القديم-رحمه الله وغفر له ورفع درجاته في الفردوس الأعلى-.
وهذه نبذة من ترجمة شيخنا - رحمه الله تعالى - وهي نواة لترجمة موسعة، ستكون بتمامها في قادمات الأيام باسم:
*لهيب الأنفاس بذكر سيرة شيخ مدراس*
إن شاء الله تعالى.
اللهم ارحمنا إذا ما صرنا إلى ماصار إليه، وأكرمنا بالحسنى يا كريم.
*وكتبه:*
عبد الأحد الفلاحي
الباحث في دار الحمد (دار البحث والتحقيق بمدينة،سورت،غجرات،الهند)
يوم السبت ٢٨/محرم الحرام/١٤٤١ه‍ـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق